منهج په عربي فکر کې
المنهج في الفكر العربي المعاصر: من فوضى التأسيس إلى الانتظام المنهجي
ژانرونه
147
مع الاستعانة بمنجزات العقلانية الغربية خصوصا اللحظة الديكارتية وعقلانية عصر الأنوار بشكل عام.
رغم التأكيدات التي نجدها في كتابات الجابري واختياراته العقلانية وانتظامه في التراث، ظل التشبث والتوسل بالعقلانية المنقولة عنده مبدأ ومنهجا ورؤية، رغم الاعتراضات التي بسط بعضا منها أثناء تبيئة مفاهيمه، لكنها لا تقوى في نظر طه عبد الرحمن في النقد الموجه للعقلانية، وغير كافية في بيان الصفات السلبية لهذه العقلانية التي تبناها؛ كفحش التجريد ونقص التوجيه،
148
وقد أدى هذا الإنزال القسري لهذه الآليات العقلانية - في نظره - إلى أمرين اثنين: (1)
استبعاد أجزاء من التراث بحجة ضآلة درجتها من العقلانية أو انعدامها منها. (2)
حمل أجزاء منه على وجوه من التأويل تفصلها عن بقية الأجزاء الأخرى،
149
وكان هذا العمل واضحا في التقسيم الثلاثي الذي اعتمده الجابري - البياني والعرفاني والبرهاني - وإقصاء البيان والعرفان لانعدام شرائط العقلانية فيها رغم استنادهما إلى سلطة النص «الوحي» واعتماد البرهان الذي استوفى في نظره هذه الشرائط، مما جعله يسقط في نسقية مغلقة منذ البداية ومحاولة تعميمها في المرحلة الموالية، بل يرغم العقل العربي على التبني الإلزامي للعقل البرهاني الأرسطي.
هذه «الإطلاقية البرهانية الأرسطية» كما يسميها طه، أريد لها أن تكون هي المعيار في تقويم علوم الأمة، وأن كل إنتاج علمي خارج سياق تلك العقلانية قليل القيمة والأهمية، فيعاب على الجابري هذه الإطلاقية وإخضاع العقل المعرفي العربي للتقنين البرهاني الصارم.
ناپیژندل شوی مخ