126

منهج په عربي فکر کې

المنهج في الفكر العربي المعاصر: من فوضى التأسيس إلى الانتظام المنهجي

ژانرونه

29

القاعدة الأولى:

كل أمر معترض عليه، حتى تثبت بالدليل صحته، وسماها ب «النقد الإثباتي»، ومثل هذا النقد يدفع عنا آفة الإسقاط التي يقع فيها مقلدة المتأخرين، وهم الذين لا قدرة لهم على نقد ما يرد عليهم من خارج مجالهم التداولي؛ ذلك أن تحصيل الأدلة المثبتة هو أحد الطرق الموصلة إلى إنتاج أمثال هذه المفاهيم في مجالها التداولي الأصلي، أو إعادة إنتاجها في غير هذا المجال، فيصبح المنقول الذي تثبت صحته بعزلة المأصول، وكلتا الحالتين - الإنتاج وإعادة الإنتاج - علامة على التوسل بأسباب الإبداع.

القاعدة الثانية:

كل أمر مأصول مسلم به، حتى يثبت بالدليل فساده، وسمى هذه القاعدة ب «النقد الإبطالي»، فهذا النقد يدرأ عنا آفة الإسقاط التي يقع فيها مقلدة المتقدمين الذين يقدرون على نقد ما يصدر من مجالهم التداولي، فتحصيل الأدلة المبطلة هو أحد الطرق الموصلة إلى إنتاج أضداد هذه المفاهيم في مجالها التداولي الأصلي.

وبهذا يتبين - يقول طه - أننا في ممارستنا المفهومية بعيدون عن تقليد المتقدمين بعدنا عن تقليد المتأخرين، إذ لا نعمد إلى تغطية المفاهيم المنقولة بالمفاهيم المأصولة، وإنما نعيد إبداعها بما يجعلها تحمل جديدا،

30

لتكون هذه المعركة هي معركة تأسيس الآليات المنهجية وفرشا نظريا لها. (1-2) التجديد في المنهج: القواعد والأسس

سعى طه عبد الرحمن منذ باكورة أعماله إلى إنجاز عمل إبداعي فكري منهجي تنفرد به الأمة العربية الإسلامية عن غيرها، وهذا حق من حقوق الاختلاف، والخروج من دائرة الاتباع إلى دائرة الإبداع موصولة بعقيدتها وتراثها، متجاوزا ما هو متداول في الساحة الفكرية العربية المعاصرة، فقد هاله ما يدور من سموم فكرية وأدوات أصابها الصدأ في تشريح التاريخ الفكري التراثي للأمة، واستبداله بتراث أجنبي أو التعامل معه وفق مطامح أيديولوجية فضفاضة.

عمل انطلق من تفحص أشهر الأعمال والمشاريع التي أنجزت في مجال الدراسات المنهجية المعاصرة في الفكر العربي المعاصر، فانتهى إلى أن هذه الأعمال تنكبت الصواب المنهجي في قراءة تراث الأمة؛ لأن أغلب النقاد توسلوا في دراسته بأدوات «البحث التي اصطنعها المحدثون من مفاهيم ومناهج ونظريات، معتقدين أنهم بهذا التقليد قد استوفوا شرائط النظر العلمي الصحيح ...»

ناپیژندل شوی مخ