109

منهج په عربي فکر کې

المنهج في الفكر العربي المعاصر: من فوضى التأسيس إلى الانتظام المنهجي

ژانرونه

هكذا ظلت انشغالات أركون خارج انشغالات الذات وهمومها، مما جعل مفكرا في مستوى الجابري يطرح مشكلة الإبداع وأزمته في الفكر العربي المعاصر، لكن مدخل تحليل الأزمة لم يكن موفقا، إذ انتهى إلى أن أزمة هذا الفكر في ارتباطه بنموذج - هو نموذج السلف - وبآلياته الذهنية.

175

ليست الأزمة في الارتباط بهذا النموذج، كما ليس منطلقها عدم الانفتاح على الآخر، بل العكس؛ هذا الانفتاح غير المعقلن وغير المنضبط والراشد هو الذي أضر بعملية الإبداع وعمق الأزمة، بل إن «عمليات الإبداع والتطور في كل المجتمعات الإنسانية كانت وليدة ظروف التفاعل المنطلق مع منهج الذات الحضارية (...) فلا إبداع معرفي واجتماعي وثقافي في إطار التقليد والجمود، كما لا يتم - أي الإبداع - في إطار الانسلاخ والاستلاب والقطيعة التامة والشاملة مع الذاكرة الحضارية للأمة».

176

لنخرج إذن من عقدة التقليد والنقل الأعمى ومن الإصرار على مركزية الغرب، بل «يمكن القول إن الذين يعيشون في الهامش وحدهم هم الذين ما زالوا يعتقدون - لفرط إحباطهم وحرمانهم - أن الاتصال بالحضارة والوصول إلى سعادتها مرتبط بتقليد الغرب أو الذهاب إليه في الوقت الذي أصبح يسد عليهم في الداخل وعلى الصعيد العالمي كل الأبواب للنفوذ بالفعل إلى ثمار هذه الحضارة.»

177

هكذا عبرت الاتجاهات التغريبية - العلمانية - عن شكل من أشكال احتضان القيم الثقافية الغربية، وعن وعي سياسي زائف وضعها خارج اهتمامات الشعوب، وركبت مركبة الأنظمة وسارت معها «ويكفي أن نقارن في ذلك خريف الفكر العلماني وهامشيته في الفكر العربي والإسلامي المعاصر، بالرجوع إلى بداية تشكل وظهور مجموعة من النخب التي تبنت الأنماط الإصلاحية للمجتمع العربي، وكيف أن العزل والتهميش رافقها منذ البداية، وأن القوة والإشعاع اللذين كانت تتمتع بهما في بداية ظهورها قد تحللا على الهامش التاريخي لأحداث الأمة وتطوراتها تماما، كما كان موقعها، بل حتى التي تحملت فيها مسئوليات الحكم في فترات لاحقة، لم تستطع تثبيت نفسها أمام الرفض الشعبي إلا بواسطة القهر والغلبة والنفوذ السلطوي الاستبدادي.»

178

فتحولت هذه الأيديولوجية - كما يقول برهان غليون - إلى عقائدية من نوع وطبيعة عقائديات القرون الوسطى، وإلى علموية جافة منحطة، احتلت الموقع الذي كان يحتله نظام المعرفة الوسطوي النص اللاهوتي ،

179

ناپیژندل شوی مخ