[85] وفد يعرض الغلط في خشونة سطح المبصر أيضا من أجل خروج وضع المبصر عن عرض الاعتدال. وذلك أن الصور التي يزوقها المزوقون، التي قدمنا وصفها في الفصل الذي قبل هذا، إذا كانت من صور المبصرات الخشنة السطوح، وكانت مع ذلك صقيلة، فإن البصر يدركها خشنة مع ملاستها وصقالها، إذا لم يكن وضعها من البصر الوضع الذي ينعكس منه الضوء إلى البصر الذي يظهر منه صقال السطح وإن كانت هذه الصورة قريبة من البصر وعلى بعد يصح أن يدرك منه صقالها وملاستها من الوضع المعتدل. وإذا كان وضع الصورة الوضع الذي ينعكس منه الضوء إلى البصر مع قربها من البصر ظهر صقالها ولم يعرض الغلط في خشونتها. والوضع الذي ينعكس منه الضوء إلى البصر هو الوضع المعتدل الذي منه يدرك البصر صقال سطح المبصر. والوضع الذي لا ينعكس منه الضوء إلى البصر هو وضع خارج عن الاعتدال في إدراك الصقال. فإذا كان وضع سطح الصورة وضعا لا ينعكس منه الضوء إلى البصر ولا يظهر منه صقال الصورة، وكانت الصورة من صور المبصرات الخشنة السطوح، فإن البصر يدرك تلك الصورة كأنها خشنة السطح مع ملاستها وصقالها من البعد الذي يصح أن يدرك منه صقالها وملاستها من الوضع المعتدل. وليس يدرك البصر صقال الصورة التي بهذه الصفة وملاستها لا ذا كانت قريبة من البصر وكان وضعها مع ذلك وضعا ينعكس منه الضوء إلى البصر. وإذا لم يكن الناظر عارفا بصناعة التزاويق ولم يتقدم علمه بملاسة الصورة فإنه لا يشك في خشونتها.
[86] وإذا أدرك البصر المبصر الأملس خشنا فهو غالط فيما يدركه من خشونته. والغلط في الخشونة هو غلط في القياس لأن الخشونة تدرك بالقياس. وعلة هذا الغلط هو خروج وضع المبصر عن عرض الاعتدال، لأن الصور التي بهذه الصفة إذا غير الناظر وضع سطحها حتى تنعكس الصورة إلى البصر، وكانت الصورة مع ذلك قريبة من البصر، وكانت المعاني الباقية التي في تلك الصورة التي بها يتم إدراك المبصرات على ما هي عليه في عرض الاعتدال، أدرك البصرملاستها وصقالها على ماهو عليه ولم يعرض له الغلط في خشونتها.
.يا.
مخ ۴۵۵