369

کتاب المناظر

كتاب المناظر

ژانرونه

.ي.

[34] وقد يعرض الغلط في السكون أيضا من أجل خروج بعد المبصر عن عرض الاعتدال، وهو أن المبصر إذا كان يتحرك حركة بطيئة، وكان البصر يدركه من بعد متفاوت، ولم يطل البصر النظر إلى ذلك المبصر، وكان ذلك المبصر لبطء حركته يقطع في الزمان اليسير المحسوس مسافة غير محسوسة، فإن البصر ربما لم يدرك حركة ذلك المبصر، وإذا لم يدرك البصر حركة المبصر فإنه يظنه ساكنا. وكذلك صار البصر إذا نظر إلى الكواكب أدركها في الحال ساكنة ولم يحس بحركتها مع سرعة حركتها. وهذا الغلط هو غلط في القياس لأن البصر إنما يدرك السكون بالقياس. وعلة هذا الغلط هو خروج بعد المبصر عن عرض الاعتدال، لأن المبصر إذا كان على بعد معتدل، وكان متحركا حركة مساوية لحركة الكوكب، فإن البصر يدرك حركته في الزمان الذي قد تخفى فيه حركته من البعد المتفاوت الذي يدركه فيه ساكنا.

مخ ۴۳۲