356

کتاب المناظر

كتاب المناظر

ژانرونه

[10] وكذلك أيضا يعرض الغلط في تقويس الجسم من البعد المتفاوت. فإن الجسم المقوس إذا كان على بعد متفاوت، وكانت حدبته أو تقعيره تلي البصر، فإن البصر يدرك ذلك المقوس مستقيما، لأن التقويس إنما يدركه البصر من إدراكه لاختلاف مقادير أبعاد أجرائه إذا كانت حدبته أو تقعيره تلي البصر. فإن أحس البصر أن وسطه وما يلي الوسط أقرب من طرفيه أحس بتقويسه وأن حدبته تلي البصر. وإن أحس أن وسطه وما يلي الوسط أبعد من طرفيه أحس بتقويسه وأحس أن تقعيره يلي البصر. فإذا كان المقوس على بعد متفاوت وكانت حدبته أو تقعيره يلي البصر فليس يدرك البصر التفاوت الذي بين بعد وسطه وبين بعد طرفيه. وإذا لم يدرك التفاوت الذي بين أبعاد وسطه وطرفيه فليس يدرك تقويسه. وإذا لم يدرك تقويسه في الحال، ولم يكن قد تقدم علم الناظر بتقويسه، فليس يفرق بينه وبين الأجسام المستقيمة الطول المألوفة، وأكثر الأجسام المألوفة المستطيلة تكون مستقيمة الطول أو قر يبة من الاستقامة، فهو يدركه مستقيما إذا لم يحس في الحال بتقويسه. وإذا أدرك البصر المقوس مستقيما فهو غالط في شكله. والغلط في الشكل من البعد المتفاوت هو غلط في القياس، لأن الشكل ليس يدرك من البعد المتفاوت إلا بالقياس، وعلة هذا الغلط هو خروج بعد المبصرعن عرض الاعتدال، لأن المبصر المقوس إذا كان على بعد معتدل فإن البصر يدرك تقويسه ولا يعرض له فيه غلط، كانت حدبته تلي البصر أو كان تقعيره يلي البصر، إذا كانت المعاني الباقية التي فيه في عرض الاعتدال.

.د.

[11] وقد يعرض الغلط في شكل سطح المبصر أيضا من أجل تفاوت البعد. وذلك أن الجسم الكري يظهر من البعد المتفاوت مسطحا مستديرا، وكذلك جميع الأجسام التي فيها تحديب أو أجزاء محدبة تظهر من البعد المتفاوت مسطحة، وكذلك الأجسام المقعرة والتي فيها أجزاء مقعرة. ومتى اعتبر المعتبر جسما من الأجسام المحدبة أو المقعرة من البعد المتفاوت فإنه يجده في الحس مسطحا، وهذا الغلط هو غلط في القياس، لأن التحديب والتقعير والتسطيح يدرك بالقياس. وعلة هذا الغلط هو خروج بعد المبصر عن عرض الاعتدال، لأن المبصرات إذا كانت على أبعاد معتدلة وكانت محدبة أو فيها أجزاء محدبة أو كانت مقعرة أو فيها أجزاء مقعرة فإن البصر يدرك تحديبها أو تقعيرها على ما هو عليه إذا كانت المعاني الباقيه التي فيها في عرض الاعتدال.

مخ ۴۱۸