265

کتاب المناظر

كتاب المناظر

ژانرونه

[17] فصور أشخاص المبصرات وصور أنواع المبصرات التي قد أدركها البصر تبقى في النفس وتثبت في التخيل، وكلما تكرر إدراك البصر لها كانت صورته أثبت في النفس وفي التخيل، ومن الصور الحاصلة في النفس لأنواع المبصرات وأشخاصها تكون معرفة الحاس بالمبصرات. ومعول الحاس واعتماده في إدراك مائيات المبصرات إنما هو على الصور الحاصلة في النفس، لأن إدراك مائيات المبصرات ليس يكون إلا بالمعرفة، والمعرفة إنما هي من قياس الصورة التي يدركها البصر في الحال بالصورة الثابتة في التخيل من صور المبصرات التي أدركها البصر من قبل ومن إدراك تشبه الصورة المدركة في الحال بإحدى الصور الحاصلة في التخيل. فإدراك مائية المبصر إنما هو إدراك تشبه صورة المبصر بصورة من الصور المستقرة في النفس الثابتة في التخيل لأنواع المبصرات. فمعول الحاس في إدراك مائيات المبصرات إنما هو على الصور الكلية الحاصلة في النفس لأنواع المبصرات، ومعوله في معرفة أشخاص المبصرات إنما هو على صور الأشخاص الحاصلة في النفس لكل واحد من الأشخاص التي قد أدركها البصر من قبل وتخيل صورها. والقوة المميزة مطبوعة على تشبيه صور المبصرات في حال الإبصار بالصورة الثابتة في التخيل التي قد اقتنتها النفس من صور المبصرات. فإذا أدرك البصر مبصرا من المبصرات فإن القوة المميزة تطلب شبهه في الصور الحاصلة في التخيل. فإذا وجدت في التخيل صورة تشبه صورة ذلك المبصر عرفت ذلك المبصر وأدركت مائيته، وإن لم تجد في الصور الحاصلة في التخيل صورة تشبه صورة ذلك المبصر فليس تعرف ذلك المبصر ولا تدرك مائيته. ولسرعة تشبيه القوة المميزة لصورة المبصر في حال الإبصار ربما عرض لها الغلط فتشبه المبصر بغيره من المبصرات إذا كان في المبصر معنى من المعاني هو في ذلك الغير. ثم إن تأملت ذلك المبصر من بعد هذه الحال وتحققت صورته شبهته بصورته الشبيهة به في الحقيقة، ويتبين لها في الحال الثانية أنها كانت غالطة في التشبيه الأول. فعلى هذه الصفات تدرك مائيات المبصرات بحاسة البصر.

مخ ۳۲۶