کتاب المناظر

ابن الهيثم d. 430 AH
126

کتاب المناظر

كتاب المناظر

ژانرونه

[113] ولالتباس صور الأضواء الضعيفة من أجل مجاورتها للأضواء القوية نظائر في الألوان. وذلك أن الصبغ الأدكن إذا وشم به جسم أبيض نقي البياض ونقط عليه منه نقط صغار أونقش به نقوش دقاق ظهر ذلك الصبغ أسود أو مظلما شديد الظلمة، ولم يظهر الإسفار الذي فيه، ولم يدرك البصر حقيقة لونه. وإذا وشم بذلك الصبغ بعينه جسم أسود حالك السواد ظهر ذلك الصبغ أبيض أو مسفر اللون، ولم يظهر الإظلام الذي فيه، ولم يدرك البصر حقيقة لونه. وإذا كان ذلك الصبغ بين أجسام ليست في غاية البياض ولا في غاية السواد ظهر لونه على ما هو عليه وأدرك البصر حقيقة لونه بحسب ما يصح أن يدركه البصر.

[114] وكذلك الصبغ الأخضر الزرعي إذا نقش به جسم كحلي ظهر ذلك الصبغ صعويا وصافي اللون، وإذا نقش به جسم صافي الصفرة ظهر ذلك الصبغ مسنيا ومظلم اللون. وكذلك كل صبغ متوسط بين طرفين.

[115] فالمبصرات المتجاورة إذا كانت ألوانها أو أضواؤها متباينة تباينا مفرطا في القوة والضعف فإن الضعيف منها تخفى حقيقته، فلا يدرك البصر حقيقته عند اقترانه بالقوي المباين. وذلك لأن كيفيات الأضواء والألوان إنما يدركها البصر من قياس بعضها ببعض، فالأضواء القوية إنما تعوق البصر عن إدراك المبصرات التي أضواها ضعيفة لامتزاج صور الأضواء الضعيفة بصورها واستظهار صور الأضواء القوية على صور الأضواء الضعيفة عند امتزاجاتها أو لمجاورة الأضواء الضعيفة لها، وإدراك البصر للصور المجاورة المتجانسة من قياس بعضها إلى بعض، وقصور الحس عن إدراك ما كان ضعيف النسبة جدا إلى القوي المحسوس.

[116] فقد أتينا على تبيين جميع المعاني التي تتعلق بهذا الفصل.

الفصل السابع في منافع آلات البصر

مخ ۱۸۳