کتاب المناظر

ابن الهيثم d. 430 AH
100

کتاب المناظر

كتاب المناظر

ژانرونه

[54] وقد تبين أن صور الأضواء والألوان تشرق أبدا في الهواء وفي الأجسام المشفة وتمتد فيها إلى الجهات المقابلة لها حضر البصر أم لم يحضر. وإذا كان البصر ليس يحس بالضوء واللون اللذين في المبصر إلا من هذه الصورة، وكانت هذه الصورة تمتد أبدا في الهواء وفي الأجسام المشفة إلى الجهات المقابلة لها حضر البصر أم لم يحضر، فخروج الشعاع إذن عبث وفضل. فالبصر إنما يحس بالضوء واللون اللذين في المبصر من الصورة التي ترد إليه من الضوء واللون اللذين في المبصر، التي تشرق أبدا في الهواء وفي الأجسام المشفة، وتمتد إلى الجهات المقابلة لها.

[55] وأيضا فإنه قد تبين أن صورة كل نقطة من المبصر المقابل للبصر تصل إلى البصر على سموت كثيرة مختلفة، وأنه ليس يصح أن يدرك البصر صورة المبصر مرتبة على ما هي عليه في سطح المبصر إذا كان إدراك البصر للمبصر من الصورة التي ترد إليه من المبصر إلا إذا كان قبول البصر للصور من سموت الخطوط المستقيمة التي تكون أعمدة على سطح البصر وتكون مع ذلك أعمدة على سطح العضو الحاس، وأن الخطوط المستقيمة ليس تكون أعمدة على هذين السطحين إلا إذا كان مركز هذين السطحين نقطة واحدة مشتركة فإن ذلك ممكن غيرممتنع. وإذا كان قد تبين الآن أن الإبصار ليس يصح أن يكون إلا من الصور التي ترد من المبصر إلى البصر، وكان لا يصح أن يدرك البصر المبصرات من الصور التي ترد إليه من المبصرات إلا إذا كان قبوله لها من سموت الخطوط التي تكون أعمدة على سطح البصر وأعمدة على سطح العضو الحاس، وكانت الخطوط المستقيمة ليس يصح أن تكون أعمدة على هذين السطحين معا إلا إذا كان مركز هذين السطحين نقطة واحدة مشتركة، فليس يصح إذن أن يكون مركز سطح الجليدية ومركز سطح البصر إلا نقطة واحدة مشتركة، وليس يصح أن يدرك البصر شيئا من صور المبصرات إلا من سموت الخطوط المستقيمة التي تلتقي أطرافها عند هذا المركز فقط. وهذا المعنى هو الذي كنا ضمنا من قبل عند كلامنا في هيئة البصر تبيينه في هذا الفصل، وقد بيناه الآن، أعني أن مركز الجليدية ومركز سطح البصر هو نقطة واحدة مشتركة.

مخ ۱۵۷