316

والطيب ضربان: أحدهما طيب: هو للنساء، وهو الذي يغلب لونه على رائحته كالخلوق، والزعفران، وما أشبه ذلك، وطيب آخر لا يغلب عليه اللون، ولا يكون فيه زعفران، وذلك مثل: المسك، والغالية وما أشبه ذلك، ويقال: خير طيب الرجال ما ظهرت رائحته، وخفي لونه، وطيب النساء ما خفي رائحته، وظهر لونه.

مسألة

وينبغي للمحرم أن يتقي الطيب قبل الإحرام بمدة لا تبقى معها بعد الإحرام رائحته، وعن ابن جريح(1) قال: كان عطاء يكره الطيب عند الإحرام، ويروى عن ابن عباس ~ أنه يكره أن يمس الرجل الطيب قبل أن يحرم بيوم، وعن أبي المؤثر(2)

__________

(1) عبدالملك بن عبدالعزيز بن جريح القرشي الأموي، أبو الوليد، وقيل: أبو خالد، مولى أمية بن خالد، وقيل: مولى عبدالله بن أمية، روى عن: أبان بن صالح، وعطاء، إبراهيم بن وأبي بكر الأخنسي، وحميد الطويل، وغيرهم، روى عنه: الأخضر بن عجلان، وإسماعيل بن زياد، وخالد بن الحارث، وغيرهم، قال ابن حنبل: أول من صنف الكتب: ابن جريح، وابن أبي عروة، وقيل لعطاء: من نسأل بعدك يا أبا محمد ؟ قال: هذا الفتى إن عاش - يعني ابن جريح، وكان حسن الصلاة، ينظر: ابن سعد (الطبقات) 5/491، والمزي (تهذيب الكمال) 18/338-354، والذهبي (سير أعلام النبلاء) 6/325-336.

(2) العلامة الفقيه أبو المؤثر الصلت بن خميس الخروصي البهلوي، من سكان بهلا، كان أعمى، وهو من علماء القرن الثالث الهجري، من تلاميذ الشيخ محمد بن محبوب، وحضر بيعة الإمام الصلت بن مالك، وعاش إلى أيام عزان بن تميم، ومات في زمانه بعد مقتل موسى بن موسى، من مؤلفاته: كتاب (الأحداث والصفات)، وله قصيدة في الولاية والبراءة.

انتقل الشيخ أبو المؤثر من بهلا إلى نزوى، وكان مسكنه العقر، وتوفي بالعقر ودفن فيها، وله مسجد ينسب إليه، ينظر: البطاشي (إتحاف الأعيان) 1/263-266، وجماعة من الجامعيين، (دليل أعلام عمان)، ص95 .

مخ ۱۰۰