239

قال جابر بن عبدالله: فدفع - عليه السلام - من جمع حتى أتى(1) المحسر(2)، فحرك قليلا، ثم سلك الطريق الوسطى التي تخرج على الجمرة الكبرى حتى أتى الجمرة التي عند الشجرة، فرماها بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة منها مثل حصى الخذف (3)، رماها(4) من بطن الوادي)، وفي حديث مسند لأبي العالية(5)، قال: قال ابن عباس: قال (6) رسول - صلى الله عليه وسلم - : «اللقط لي» فلقطت له حصيات هي حصى الخذف، فلما وضعتهن في يده، قال: «بأمثال هؤلاء، وإياكم والغلو في الدين، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين» (7)

__________

(1) في "ح"، ورواية مسلم "بطن محسر".

(2) المحسر: (بالضم ثم الفتح وكسر السين المشدده وراء)هو: اسم فاعل من الحسر، وهو موضع ما بين مكة وعرفة، وقيل بين منى وعرفة، وقيل: بين منى والمزدلفة، وليس هو من منى ولا المزدلفة بل هو واد برأسه. ينظر: البكري (معجم ما استعجم)، 4/1190-1191، والحموي(معجم البلدان) 7/211.

(3) خذف: أنه نهى عن الخذف، وهو رميك حصاة أو نواة تأخذها بين سبابتيك وترمي بها.ينظر: ابن الأثير (النهاية في غريب الحديث)، 1/ 476. ابن منظور (لسان العرب) 4/ 44، مادة " خذف".

(4) في " ح" و رواية مسلم: "رمى".

(5) رفيع بن مهران، أبو العالية الرياحي، كان مولى لامرأة من رياح بن يربوع، ثم من بني تميم، أدرك زمان النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وهو شاب، وأسلم في خلافة أبي بكر - رضي الله تعالى عنه، سمع من: عمر، وعمر، وابن مسعود، وابن عباس وغيرهم، روى عنه: ثابت البناني، وأبو داود بن أبي هند، وعاصم الأحول وغيرهم، قد وثق أبا العالية الحافظان أبو زرعة وأبو حاتم، مات سنة 90ه، وقيل:93ه،وقيل غير ذلك، ينظر: المزي(تهذيب الكمال)9/214-218،والذهبي (سير أعلام النبلاء)4/207-213،

(6) في "ح": "لي"

(7) رواه ابن حزم في "حجة الوداع"، ص 110، ح.رقم 135، بلفظه، من طريق ابن عباس ،.ورواه النسائي في(6) مناسك الحج، في (217) التقاط الحصى، ح.رقم 3059، ورواه ابن ماجة في (25) كتاب المناسك، في (63) قدر حصى الرمي، ح.رقم 3029، ورواه البيهقي كتاب الحج، في باب أخذ الحصى لرمي جمرة العقبة وكيفية ذلك، 5/137.

مخ ۲۳