مناسک الحج
مناسك الحج لإسماعيل الجيطالي
ژانرونه
(2) يشير إلى قوله تعالى: { ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا } (النساء:69) اللهم حرمه بها على النار، وأوقفه بها موقف الأبرار، فإنه كان يوالي وليك، ويعادي عدوك بالذي تحب أن يواليه ويعاديه، اللهم أجله في زمرة محمد - صلى الله عليه وسلم - الذين أذهبت عنهم الرجس وطهرتهم تطهيرا، اللهم ما ارتكب من معاصيك، فاستنده منها بمحمد - عليه السلام -، واجعله شفيعه [س/255] لديك ووسيلة، يا جواد، يا كريم )، وأما من لم يكن بمتول، فلا يدع له بشيء من هذا، ويقول عند الإحرام: (اللهم لبيك عن فلان)، وفي المواقف اللهم تقبل عن فلان، ودعاء القبول لا يجوز عندي إلا لمتول، والله أعلم.
مسألة
واختلف أصحابنا فيمن خرج بحجة الإنسان، ثم مات قبل أن يتمها، فقال بعض: إن مات بعد الإحرام، كان له من الأجرة إلى حيث مات، وقال آخرون: له الأجرة إذا خرج بها من بلد الميت، وإن لم يحرم بها، وقال بعضهم: إلا أجرة له إلا باتمامها، والأعدل عندي هو القول الأول، وبه قال القاضي، والله أعلم.
مسألة
واختلفوا هل للخارج بحجة الإنسان شيء من الأجر، قال بعضهم: الحجة كلها للمحجوج عنه، وإنما للخارج بها عوض عناه بالدراهم التي يأخذها، وقال آخرون: الحجة للخارج بها، وللموصي أجرة المؤونة بالدراهم، وقد روي عن النبي - عليه السلام - من طريق ابن عباس - رضي الله عنه - أنه قال: «يدخل الجنة ثلاثة بالحجة الواحدة إذا كانوا مسلمين الموصي بها، والذي ينفذها عن الميت، والخارج بها»(1)، والله أعلم وأحكم، وبه الحول والتوفيق.
فصل
__________
(1) رواه البيهقي، كتاب الحج، باب النيابة في الحج عن المعضوب والميت، 5/150، من طريق جابر بن عبدالله، وقال البيهقي: أبو معشر هذا - أي من رواه الحديث - نجيح السندي مدني ضعيف.
مخ ۱۲۱