188

وليكن واثقا بربه في أمر رزقه وغيره، وليكن بما في يد الله أوثق منه بما(1) في يده، وليقل الطمع إلى البشر، فإنه فقر(2) حاضر كما صح في الخبر (3)، وليشعر(4) نفسه اليأس مما في أيدي الناس، فإن فيه الغنى، والبركة، والشفى، ولا يسأل الناس إلا ما لابد منه من الحوائج، وما سوى ذلك، فهو لدينه من الجوائح(5).

وليكن كثرة(6) اشتغاله قراءة(7) القرآن، وما ينسلك(8) في أسلوب التقرب من الأحاديث والآثار(9) الحسان، فليأخذ بنصيب(10) من العزلة والانفراد، ولتكن(11) له في العبادة أوراد، فعسى ينجو من أهوال المعاد، ويعد من جملة القانتين والعباد، وليتق الله، حيث ما كان، فإنه من ربه بمرئى ومسمع، وهو معه في كل مكان.

وليحترز من الأعضاء الثمانية، فإن من قبلها هلك جل الأنام الماضية، وهى: اللسان، والقلب، واليدان، والرجلان، والبطن، والفرج، والعينان، والأذنان.

__________

(1) في "ت": مما.

(2) في "ت": فقد.

(3) ورد موقوفا عن سعد كما الطبراني في الكبير، 1/182، ح رقم 312، بلفظ: (... واترك طلب كثير من الحاجات فإنه فقر حاضر ...)، وقال الهيثمي: رواه الطبراني ورجاله ثقات، (مجمع الزوائد)، 10/136.

(4) في "ت": وليس يشعر.

(5) في "ت": الحوائج.

(6) سقطت كثرة من "ت".

(7) في "ت": بقراءة.

(8) في "ت": يتسلك.

(9) في "ت": آثار.

(10) في "ت": لياخذ نصيبه.

(11) في "ت": لتطن.

مخ ۹۸