Manar Al-Qari Commentary on the Abridged Sahih Al-Bukhari

Hamza Kassim d. 1431 AH
52

Manar Al-Qari Commentary on the Abridged Sahih Al-Bukhari

منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري

خپرندوی

مكتبة دار البيان،دمشق - الجمهورية العربية السورية،مكتبة المؤيد

د خپرونکي ځای

الطائف - المملكة العربية السعودية

ژانرونه

٥ - وعن ابْنِ عَبَّاس ﵄ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ أجْوَدَ النَّاس، وكانَ أجْوَدَ مَا يَكُونُ في رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ ﵇، وكانَ يَلْقَاهُ في كُلِّ لَيْلةٍ مِنْ رَمَضَانَ، فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ، فلرسولُ الله ﷺ أجودُ بالخيرِ من الريح المرسلة. ــ ٥ - الحديث: أخرجه الشيخان والنسائي. معنى الحديث: يقول ابن عباس ﵄: " كان رسول الله أجود الناس " أي أعظم الناس وأكثرهم جودًا على الإطلاق، لأن جوده ﷺ كان خلقيًا وشرعيًا معًا. فأمّا جوده الخلقي فهو السخاء، وسهولة الانفاق الناشىء عن الطبع والوراثة، وأما جوده الشرعي فهو كما يقولون " إعطاء ما ينبغي لمن ينبغي خالصًا لوجه الله تعالى دون رياء أو سمعة سواء كان هذا العطاء واجبًا كالزكاة، أو مندوبًا كالصدقة، وقد جمع الله تعالى في نبينا ﷺ بين كرم الطبع الموروث عن أسرته الهاشمية العريقة، وكرم الشرع الذي أدّبه به ربه، فأحسن تأديبه، وقد وصفه أنس ﵁ بقوله: " كان أجود الناس، وكان أشجع الناس، فلو كانت الدنيا له فأنفقها لرأى على نفسه بعد ذلك خوفًا " " وكان أجود ما يكون فى رمضان " أي وكان يتضاعف جوده في هذا الشهر الكريم، فيتصف بأكثر الجود في رمضان " حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن " أي والسبب في زيادة كرمه، ومضاعفة جوده، يرجع إلى أمرين: الأول: التقاؤه بالروح الأمين جبريل ﵇. حيث كان يلتقي به كل ليلة من شهر رمضان فكان ﷺ يتوسَّع في البذل والعطاء فرحًا بلقائه، وشكرًا لله تعالى على ذلك اللقاء، فكأنه كان يستضيف جبريل بكثرة إنفاقه على الفقراء، كما أفاده السنوسي في شرح مسلم: وقال الشهاب الخفاجي:

1 / 53