المناقب والمثالب

القاضي النعمان d. 363 AH
76

المناقب والمثالب

المناقب والمثالب

ژانرونه

فرحنا مع العير التي راح ركبها

شآم الهوى والأصل غير شآم

فلما هبطنا أرض بصرى تشرفوا

لنا فوق دور ينظرون جسام

فجاء بحيرا الناقي محاشدا

لنا بشراب عنده وطعام

وقال اجمعوا أصحابكم لطعامنا

فقلنا جمعنا القوم غير غلام

يتيم فقال ادعوه إن طعامنا

كثير عليه اليوم غير حرام

فلما رآه مقبلا فوق رأسه

يوقيه حر الشمس ظل غمام

حنى ظهره شبه السجود وضمه

إلى نحره والصدر أي ضمام

وأقبل ركب يطلبون الذي رأى

بحيرا برأي العين وسط خيام

فثار إليهم خشية لعرامهم

وكانوا ذوي حقد معا وعرام

دريس وتمام وقد كان فيهم

زبير وكل القوم غير نيام

فجاءوا وقد هموا بقتل محمد

فردهم عنه بحسن خصام

بتأويله التوراة حتى تيقنوا

وقال لهم ما أنتم بطغام

فذلك من أعلامه وبيانه

وليس نهار مبصر كظلام (1)

وقال أبو طالب في ذلك أيضا:

بكى جزعا لما ارتحلنا محمد

كأن لا يراني راجعا بالمعاد

فبت يجافيني تهلل دمعه

وعبرته عن مضجعي ووسادي

فرح رائحا في الراجعين مشيعا

لذي رحم في القوم غير معاد

فقلت له قرب فتورك وارتحل

ولا تخش مني جفوة ببداد

وخل زمام العيس وارحل بنا معا

على عزمة من أمرنا ورشاد

فرجعنا مع العير التي راح ركبها

يؤمون من عرار أرض إياد

فما رجعوا حتى رأوا من محمد

أحاديث تجلوا غم كل فؤاد

مخ ۸۱