282

المناقب والمثالب

المناقب والمثالب

ژانرونه

وبلغ ذلك عامل يزيد عليها وهو النعمان بن بشير الأنصاري، فقال: ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله أحب إلينا من ابن بنت بجدل، يعني يزيد لعنه الله.

فعزله يزيد لعنه الله وولى عبيد الله بن زياد لعنه الله، فقبض على مسلم ورفعه إلى أعلى القصر فضرب عنقه والناس ينظرون إليه وصلبه على الكناسة، فلما انتهى خروج الحسين عليه السلام من مكة إلى يزيد لعنه الله أرسل إلى عبيد الله بن زياد وقال له:

عليك بالحسين بن علي لا يفوتن، بادره قبل أن يصل إلى العراق.

فأرسل إليه عبيد الله بن زياد الحر بن يزيد الحنظلي في عسكر فلقيه بكربلاء فواقفه وتهيب الحر قتاله، فاتبعه عبيد الله بعمر بن سعد في عسكر ضخم، فقطع عليه بالطف من كربلاء، فلما رآهم الحسين وأيقن أنهم قاتلوه، قام في أصحابه خطيبا، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:

«قد ترون ما نزل من الأمر وأن الدنيا قد تغيرت وتنكرت، وأدبر معروفها واستمرت، حتى لم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء، وإلا خسيس عيش كالمرعى الوبيل، ألا ترون أن الحق لا يعمل به وأن الباطل لا يتناهى عنه، فليرغب المؤمنون في لقاء الله، فإني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما ».

وقتل صلوات الله عليه بالطف يوم عاشوراء سنة إحدى وستين، وهو ابن ست وخمسين سنة، وقيل: هو ابن ثمان وخمسين سنة.

قتله سنان بن أنس النخعي، وأجهز عليه خولي بن يزيد الأصبحي من حمير، وأجتز رأسه وأتى به عبيد الله بن زياد وهو يقول:

أوقر ركابي فضة وذهبا

إني قتلت الملك المحجبا

قتلت خير الناس أما وأبا (1)

مخ ۲۸۸