263

المناقب والمثالب

المناقب والمثالب

ژانرونه

وقال معاوية: إنك بلغت من كرامتنا ما لم يبلغ أحد لأحد قبلك من أهل بيته، ووليتنا الآفاق واستعملتنا على الأعمال، وجعلتنا على رقاب الناس، فخذ كل إنسان منا بما قبله فليكفيكه، خذني بأهل الشام فإني جاعلهم لك أرضا تطأها.

وقال عبد الله بن عامر: إن الناس لم ينقموا عليك في صلواتهم ولا صيامهم ولا زكاتهم ولا حجهم، وإنما نقموا عليك فيما بذلت من الدنيا لمن بذلت في ذلك به، فابذل المال لوجوههم ورؤسائهم واخض (1) في عامتهم يرضوا عنك وعول على ما أحببت.

وقال عبد الله بن أبي سرح: قد مضى قبلك رجلان عملا عملا رضى به الناس، فاعمل عملهما يرضى الناس عنك كما رضوا عنهما.

وقال عمرو بن العاص: أنت يا أمير المؤمنين حملت الناس على ما أنكرت، ووليت فولوا فضلك فضلوا، فاتق الله واعدل وإلا فدعهم واعتزل.

فنظر إليه عثمان وتنكر له وقال: يا ابن النابغة ما كان هذا قولك بمصر، ولكن قل فرؤك فوغر صدرك، وما زلت غاصا بريقك مذ عزلتك عن مصر.

قال: لعمري ما هو كذلك، ولكنه رأيي ورأي جميع من وراء بابك، واستشرت فنصحتك وصدقتك.

ثم خلا عثمان بعمرو فقال: ويحك يا ابن العاص أبجد منك ما سمعت؟

فأثنى عمرو وقال: لا والله ما هذا بالجد، ولكني علمت أنه سيحدث عن قولنا، فأردت أن يعلم الناس مني ما قلت، ويرجعوا إلي ويسمعوا قولي، فان أغنيت عنك أغنيت وإلا صرف عنك ما استطعت.

فقبل منه ورضى عنه وأخذ برأي معاوية وأمر العمال به وردهم إلى أعمالهم، فعوجل دون ما دبره.

مخ ۲۶۹