258

المناقب والمثالب

المناقب والمثالب

ژانرونه

خيرا كان خير رسول الله صلى الله عليه وآله أفضل منه، وهذا مخرج حسن من مخارج ألفاظ العرب لما قاله النجاشي، وفيه معنى غيره وهو أحسن منه عندي ولم أسمعه، وذلك: نعم الفتى أنت، لو بقيت بحالها لكانت مدحا له، فلما أتبعها بلو لا، أسقطت لو لا مدح نعم الفتى أنت وأزالته واستثنته، لا أنه إنما يكون نعم الفتى أنت لو لا هذه الخصلة، فلما كانت لم تكن كذلك، وهذا معروف في لسان العرب وهو من التقديم والتأخير، ومعناه: لو لا عيب كذا وكذا في فلان لكان فاضلا، فليس بفاضل عندهم مع ذلك العيب.

ولو قال قائل: إن القمر لا نور له وإن النور الذي يظهر منه إنما هو نور الشمس، غير ما قال أصحاب الفلك، لكان وجها، وقد قال الله عز وجل: وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة (1).

قال أصحاب التفسير: آية الليل والنهار الشمس والقمر (2).

وروي ذلك عن علي عليه السلام، أن ابن الكواء سأله فقال: ما هذا السواد الذي في القمر؟

فقال: «هو المحو- وتلى قول الله-: فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة » (3).

وقد قال الله: هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا (4) فيجوز على هذا ما قالوه: أن يكون نور القمر من ضياء الشمس، كما يكون النور للشيء الأبيض في

مخ ۲۶۴