234

المناقب والمثالب

المناقب والمثالب

ژانرونه

فقال: لو لا أن نبيكم يقول: الولد للفراش وللعاهر الحجر، لأخبرتك أنه ابني، بل هو ابني حقا.

فهذا إن ثبت من قول أبي سفيان مما يدل على ما قدمنا ذكره من إنكار نبوة محمد صلى الله عليه وآله ورفضه للإسلام، لقوله: نبيكم، ولم يقل: النبي صلى الله عليه وآله ولا نبينا ولقوله: بل هو ابني حقا، بعد حكايته قول رسول الله صلى الله عليه وآله «الولد للفراش وللعاهر الحجر».

فقال معاوية: وعى سمعك ووفى لسانك، زياد بن أبي سفيان حقا (1).

وهذا أيضا من معاوية تكذيب لرسول الله صلى الله عليه وآله ورد لقوله ونقض لقضائه، وفي ذلك ما دل على ما ذكرناه عنه من كفره وسوء اعتقاده، وفي قوله وقد أثبت نسب زياد من أبي سفيان وهو عاهر، ونفاه عن نسب من ولد على فراشه ومخالفته بذلك حكم رسول الله صلى الله عليه وآله.

وقوله: زياد بن أبي سفيان حقا، ما دل على أن اعتقاده أن قول رسول الله صلى الله عليه وآله باطل، وهذا يقوله على منبر المسلمين فيما يزعمون وعلى رءوسهم وهم عنه بمعزل، ولكنهم طغام الشام وجهال الأمة، ومثل هذا أنكرته عليه عائشة وغيرها ممن حكينا قوله، وممن لم يحكه ممن له فهم وعقل وبصر، ولم يستحل أحد منهم أن ينسب زياد إلى أبي سفيان، وأكثر ما يقولون وإلى اليوم: زياد ابن أبيه.

ومعاوية أول من حمل إليه رأس مسلم في الإسلام، وهو رأس عمرو بن الحمق الخزاعي أرسل إليه فقتل وأتى إليه برأسه (2).

ولما أتى معاوية موت الحسن بن علي عليه السلام استفزه السرور فكبر وكبر لذلك من حوله واتصل التكبير، فسمعه ابن عباس وهو في المسجد وكان قد وفد على معاوية،

مخ ۲۳۹