227

المناقب والمثالب

المناقب والمثالب

ژانرونه

وروي أن رسول الله صلى الله عليه وآله نظر إلى معاوية يتبختر في بردة حبرة وينظر إلى عطفيه فلعنه وقال: «أي يوم أسوأ لأمتي منك، وأي يوم أسوأ لذريتي من جرو يخرج من صلبك يتخذ آيات الله هزوا ويستحل من حرمتي ما حرم الله عز وجل».

وعن أبي ذر أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: «ترد على الحوض أمتي على خمس رايات» وذكر حديثا طويلا قال فيه: «ثم يرد فرعون في أتباعه، فآخذ بيده فإذا أخذتها اسود وجهه ورجفت قدماه وخفقت أحشاؤه ويفعل ذلك بأتباعه» ثم قال: «هو معاوية بن أبي سفيان.

فأقول: بما ذا خلفتموني في الثقلين بعدي؟

فيقولون كذبنا الأكبر ومزقناه وقاتلنا الأصغر وقتلناه.

فأقول: اسلكوا طريق أصحابكم.

فيصرفون ظمأ مسودة وجوههم لا يطعمون منه قطرة» (1).

ومن أجل هذا الحديث حل بأبي ذر ما حل به من النفي والتكذيب، على أن رسول الله صلى الله عليه وآله قد أبانه بالصدق وشهد له به، لئلا يتهم في حديثه فقال: «ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر الغفاري» (2).

فرد قوم قول رسول الله صلى الله عليه وآله وأبطلوا شهادته له، ونسب الكذب إليه وأريد قتله، ثم نفي إلى الربذة فمات بها منفيا طريدا وحيدا رحمة الله عليه.

وقد روي أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وآله في غزوة تبوك لما تأخر عنه من تأخر من الناس، وكان على جمل رفيق له، فوقف به وبقي في آخر الناس فقيل: يا رسول الله هذا رجل بقي في آخر الناس.

مخ ۲۳۲