
عليه حقوق نحو الصداقة فتعوده أو يعودك ، فإن أنت قبلته على أن لا تلتقيا إلا الله، فاعتقد ذلك له ، قال : فقال لهما [ 47 - ب ] معروف : «والله ، لو أنى وددت رجلا لله ما أحببت أن أفارقه في ليل ولا نهار ، وأن أشركه في أعمال النوافل كلها ، ولو قسمت لى الجنة لأحببت أن يدخله الله قبلي . لأنى إنما أحببته له ، ومن أحب لله وأبغض لله ، فقد استكمل الإيمان ، وقد عقدت له المودة برسالتكما كما عقد رسول الله لنفسه ولعلى بن أبى طالب(1) عليه السلام ، فخلطه بدنياه وشاطره العلم ، وخصه بأشياء خصه به جبريل عليه السلام ، من الدعاء والذكر(2) والخلوة ، وأنا أوصيه بالله ، إذا بالله خلا ، واعلموا : إن العلم إذا عمل به العالم أستوت له قلوب المؤمنين ، وما أحب رجل رجلا لله إلا وجب على المحبوب الدعاء له ، والبذل لكل ما تناله يده ، والمشاطرة في كل محبوب له ، وإن العبد إذا صدق فى سره لمن وذه فى الله ، أصلح له سره وعلانيته ، وشفع بعضهم في بعض ، وجعلت نجاتهم فيما أسكنته قلوبهم ، وألهمهم الشكر على إحسانه ، وعرفهم أن ذلك منه ، فهم من أعمال الآخرة في نماء ، ومن الدنيا على رجل ، ومن الساعات على تفقد . فأي وقت [ 48 - م ] أتاهم الموت لم يلحقهم حسرة إلا على ما فاتهم من صحة الأعمال . فعند ذلك تصفو المحبة ويخرج حب الدنيا من قلوبهم .
أخبرنا ابن ناصر قال : أخبرنا رزق الله التميمي ، قال : أنبأنا علي بن محمد بن بشران، قال : أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق ، قال : حدثنا أبو نصر
مخ ۱۶۶