الفصل الأول في أنه (عليه السلام) أول من أسلم
1. ابن مردويه، عن علي (عليه السلام) قال: أنا أول من أسلم، وأول من صلى مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم). (1)
2. ابن مردويه، عن أبي ذر أنه قال النبي (صلى الله عليه وسلم): «إن الملائكة صلت علي وعلى علي سبع سنين قبل أن يسلم بشر». (2)
مخ ۴۷
3. ابن مردويه، حدثني سليمان بن أحمد بن منصور سجادة، حدثني سهل بن صالح المروزي، حدثنا محمد بن عبد الرحمن، حدثنا الحسن بن علي البصري، وحدثني كامل بن طلحة، قالا: حدثنا عباد بن عبد الصمد أبو معمر، قال:
سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «صلت الملائكة علي وعلى علي بن أبي طالب سبع سنين، وذلك أنه لم ترفع شهادة أن لا إله إلا الله إلى السماء إلا مني ومن علي». (1)
4. ابن مردويه، عن حبة بن جوين، قال: قال علي (رضي الله عنه): عبدت الله مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سبع سنين قبل أن يعبده أحد من هذه الامة. (2)
مخ ۴۸
5. ابن مردويه، حدثنا عبيد الله بن جعفر، حدثنا يحيى بن حاتم العسكري، حدثنا بشر بن مهران، حدثنا شريك، عن عثمان بن المغيرة، عن زيد بن وهب، عن عبد الله بن مسعود، قال: إن أول شيء علمته من أمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أني قدمت مكة في عمومة لي، فأرشدونا على العباس بن عبد المطلب، فانتهينا إليه وهو جالس إلى زمزم فجلسنا إليه، فبينا نحن عنده، إذ أقبل رجل من باب الصفا تعلوه حمرة، له وفرة جعدة إلى أنصاف أذنيه، أقنى الأنف، براق الثنايا، أدعج العينين، كث اللحية، دقيق المسربة، شثن الكفين، حسن الوجه، معه مراهق أو محتلم، تقفوه امرأة قد سترت محاسنها، حتى قصد نحو الحجر فاستلمه، ثم استلم الغلام، ثم استلمته المرأة، ثم طاف بالبيت سبعا، والغلام والمرأة يطوفان معه، فقلنا: يا أبا الفضل إن هذا الدين لم نكن نعرفه فيكم أو شيء حدث؟
قال: هذا ابن أخي محمد بن عبد الله، والغلام علي بن أبي طالب، والمرأة امرأته خديجة بنت خويلد، ما على وجه الأرض أحد يعبد الله تعالى بهذا الدين إلا هؤلاء الثلاثة. (1)
مخ ۴۹
6. ابن مردويه، عن بريدة، أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال لفاطمة: «إن زوجك خير أمتي، أقدمهم سلما، وأكثرهم علما». (1)
7. ابن مردويه، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «يا علي، أنت أول المسلمين إسلاما، وأنت أول المؤمنين إيمانا». (2)
8. ابن مردويه، حدثنا محمد بن أحمد بن عبد الله الطبري، حدثنا علي بن دينار، حدثنا زيد بن إسماعيل، حدثنا معاوية بن هشام، حدثنا أبو العلاء خالد بن طهمان، عن نافع، عن معقل بن يسار، قال: بينا أنا أوضئ النبي (صلى الله عليه وآله)، فقال:
أريد أن أعود فاطمة. فقام وتوكأ علي، فلما دخل عليها، قال لها: «كيف أنت يا بنية؟ قالت: طال سقمي، واشتدت فاقتي. فقال: أما ترضين أن زوجتك أقدم أمتي سلما وأحكمهم علما؟!» (3)
مخ ۵۰
9. ابن مردويه، حدثنا أحمد بن محمد بن عاصم، حدثنا عمران الأشقر، حدثنا قيس، عن الأعمش، عن عباية بن ربعي، عن أبي أيوب: أن النبي (صلى الله عليه وسلم) مرض مرضة فأتته فاطمة تعوده، فلما رأت ما برسول الله (صلى الله عليه وسلم) من الجهد والضعف استعبرت فبكت حتى سالت الدموع على خديها، فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «يا فاطمة، إن لكرامة الله عز وجل إياك زوجك من أقدمهم سلما، وأكثرهم علما، وأعظمهم حلما. إن الله تعالى أطلع اطلاعة إلى أهل الأرض فاختارني منهم، فبعثني نبيا مرسلا، ثم أطلع اطلاعة فاختار منهم بعلك، فأوحى إلي أن أزوجه إياك، وأتخذه وصيا». (1)
مخ ۵۱
الفصل الثاني في كناه
10. ابن مردويه، في حديث أن عليا (عليه السلام) غضب على فاطمة (عليها السلام) وخرج، فوجده رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: «قم أبا تراب، قم أبا تراب». (1)
11. ابن مردويه، أنه قال بعض الأمراء لسهل بن سعد: سب عليا، فأبى، فقال: أما إذا أبيت فقل: لعن الله أبا تراب، فقال: والله، إنه إنما سماه رسول الله (صلى الله عليه وآله) بذلك، وهو أحب الأسماء إليه. (2)
مخ ۵۳
الفصل الثالث في ألقابه
أ. أمير المؤمنين
12. ابن مردويه، عن سالم مولى حذيفة بن اليمان، قال: أمرنا النبي (صلى الله عليه وسلم) أن نسلم على علي بن أبي طالب ب «يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته». (1)
13. ابن مردويه، حدثنا محمد بن المظفر بن موسى، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن حفص الخثعمي، قال: حدثنا إسماعيل بن إسحاق الراشدي، قال:
حدثنا يحيى بن سالم، قال: حدثنا صباح المزني، عن العلاء بن المسيب، عن أبي داوود، عن بريدة، قال: أمرنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن نسلم على علي (عليه السلام) بأمير المؤمنين. (2)
مخ ۵۵
14. ابن مردويه، عن سالم مولى علي، أن أبا بكر وعمر دخلا على علي وقالا:
السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته. (1)
15. ابن مردويه، حدثنا أحمد بن محمد بن أبي دارم، قال: حدثنا المنذر بن محمد، قال: حدثني أبي، قال: حدثني عمي، قال: حدثني أبي، عن أبان بن تغلب، عن أبي غيلان، قال: حدثني أبو سعد- وهو رجل ممن شهد صفين- قال: حدثني سالم المنتوف- مولى علي- قال: كنت مع علي (عليه السلام) في أرض يحرثها حتى جاء أبو بكر وعمر، فقالا: سلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته. فقيل: كنتم تقولون في حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟! فقال عمر: هو أمرنا بذلك. (2)
16. ابن مردويه، حدثنا محمد بن علي، قال: حدثنا أحمد بن عبيد بن إسحاق العطار، قال: حدثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل، قال: حدثنا جعفر الأحمر، قال: حدثنا مهلهل العبدي، عن كريرة الهجري، قال: لما مر علي بن أبي طالب (عليه السلام) قام حذيفة بن اليمان، فتعصب مريضا، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس من سره أن يلحق بأمير المؤمنين حقا حقا فليلحق بعلي بن أبي طالب.
فأخذ الناس برا وبحرا، فما جاءت الجمعة حتى مات حذيفة. (3)
17. ابن مردويه، حدثنا أحمد بن إسحاق الطيبي، قال: حدثنا إبراهيم بن ... (4) قال:
مخ ۵۶
حدثنا يحيى بن سليمان الجعفي، قال: حدثنا تليد بن سلمان، عن أبي الحجاف، عن معاوية بن ثعلبة الليثي، قال: مرض أبو ذر (رضي الله عنه) مرضا شديدا حتى أشرف على الموت، فأوصى إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقيل له: لو أوصيت إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب كان أجمل لوصيتك من علي! فقال أبو ذر: أوصيت والله إلى أمير المؤمنين حقا حقا، وإنه لربى الأرض الذي يسكن إليها وتسكن إليه، ولو قد فارقتموه لأنكرتم الأرض وأنكروكم. (1)
18. ابن مردويه، حدثنا الحسن بن الحكم الخيري، قال: حدثنا سعد بن عثمان الخراز، قال: حدثنا أبو مريم، قال: حدثني داوود بن أبي عوف، قال:
حدثني معاوية بن ثعلبة الليثي، قال: ألا أحدثك بحديث لم يختلط؟ قلت:
بلى. قال: مرض أبو ذر فأوصى الى علي (عليه السلام)، فقال بعض من يعوده: لو أوصيت إلى أمير المؤمنين عمر كان أجمل لوصيتك من علي (عليه السلام)! قال: والله، لقد أوصيت إلى أمير المؤمنين حق أمير المؤمنين. والله، إنه للربيع الذي يسكن إليه، ولو قد فارقكم لقد أنكرتم الناس، وأنكرتم الأرض.
قال: قلت: يا أبا ذر، إنا لنعلم أن أحبهم إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) أحبهم إليك.
قال: أجل.
قلنا: فأيهم أحب إليك؟
قال: هذا الشيخ المظلوم المضطهد حقه، يعني علي بن أبي طالب (عليه السلام). (2)
19. ابن مردويه، حدثنا أحمد بن محمد بن عاصم، قال: حدثنا عمر بن عبد الرحيم، قال: حدثنا أبو الصلت الهروي، قال: حدثنا يحيى بن يمان، قال: حدثنا سفيان الثوري، قال: حدثنا داوود بن أبي عوف، قال: حدثنا
مخ ۵۷
معاوية بن ثعلبة، قال: دخلنا على أبي ذر (رضي الله عنه) نعوده في مرضه الذي مات فيه، فقلنا: أوص يا أبا ذر.
قال: قد أوصيت إلى أمير المؤمنين.
قال: قلنا: عثمان! قال: لا، ولكن إلى أمير المؤمنين حقا، أمير المؤمنين والله، إنه لربى الأرض، وإنه لرباني هذه الامة، ولو قد فقدتموه لأنكرتم الأرض ومن عليها. (1)
ب . سيد المسلمين، إمام المتقين، ولي المتقين، قائد الغر المحجلين إمام الغر المحجلين، خير الوصيين، خاتم الوصيين، أولى الناس بالمؤمنين، سيد ولد آدم
20. ابن مردويه، حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن الحسين الأسدي، قال: حدثنا يحيى بن العلاء الرازي، قال: حدثنا هلال بن أبي حميد الوزان، عن عبد الله ابن زرارة، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «أوحي إلي في علي ثلاث: إنه سيد المسلمين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين». (2)
21. ابن مردويه، عن عبد الله بن أسعد بن زرارة، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «ليلة اسري بي انتهيت إلى ربي عز وجل، فأوحى إلي في علي بثلاث: إنه سيد المسلمين، وولي المتقين، وقائد الغر المحجلين». (3)
مخ ۵۸
22. ابن مردويه، عن أنس، قال: بينما أنا عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، إذ قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
«الآن يدخل سيد المسلمين»، فإذا طلع علي. (1)
23. ابن مردويه، عن أنس، قال: بينما أنا عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذ قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
«الآن يدخل سيد المسلمين، وأمير المؤمنين، وخير الوصيين»، إذ طلع علي ابن أبي طالب. (2)
24. ابن مردويه، عن أنس، عن النبي (صلى الله عليه وسلم)، قال: «يا أنس، أول من يدخل عليك من هذا الباب، فهو أمير المؤمنين، وسيد المسلمين، وخاتم الوصيين». (3)
25. ابن مردويه، حدثنا محمد بن علي بن دحيم، قال: حدثنا الحسن بن الحكم الخرزي، قال: حدثنا إسماعيل بن أبان، قال: حدثنا صباح بن يحيى المزني، عن الحارث بن حصيرة، عن القاسم بن جندب، عن أنس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «يا أنس، أسكب لي وضوء- أو ماء-»، فتوضأ وصلى، ثم انصرف. فقال: «يا أنس، أول من يدخل علي اليوم أمير المؤمنين، وسيد المسلمين، وخاتم الوصيين، وإمام الغر المحجلين». فجاء علي (عليه السلام) حتى ضرب الباب. فقال: «من هذا يا أنس؟». قلت: هذا علي. قال: «افتح له».
فدخل. (4)
مخ ۵۹
26. ابن مردويه، حدثنا أحمد بن القاسم بن صدقة المصري ، قال: حدثنا أحمد بن رشدين المصري، قال: حدثنا يحيى بن سليمان الجعفي، قال: حدثنا عبد الكريم الجعفي، قال: سمعت جابر الجعفي يذكر عن أبي الطفيل، عن أنس بن مالك، قال: كنت خادما لرسول الله (صلى الله عليه وآله) فبينا أنا يوم أوضيه، إذ قال:
«يدخل رجل، وهو أمير المؤمنين، وسيد المسلمين، وأولى الناس بالمؤمنين، وقائد الغر المحجلين».
قال أنس: فقلت: اللهم اجعله رجلا من الأنصار. فإذا هو علي بن أبي طالب (عليه السلام). (1)
27. ابن مردويه، عن أنس، أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال لعلي: «مرحبا بسيد المسلمين، وإمام المتقين». (2)
28. ابن مردويه، حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، قال: حدثنا جعفر بن محمد العلوي، قال: حدثنا محمد بن الحسين العلكي، قال: حدثنا أحمد بن موسى الخراز الدوقي، قال: حدثنا بليد بن سليمان، عن جابر الجعفي، عن محمد بن علي، عن أنس بن مالك، قال: بينما أنا عند النبي (صلى الله عليه وآله) إذ قال:
«يطلع الآن»، قلت: فداك أبي وأمي من ذا؟ قال: «سيد المسلمين،
مخ ۶۰
وأمير المؤمنين، وخير الوصيين، وأولى الناس بالنبيين»، قال: فطلع علي (عليه السلام) ثم قال لعلي: «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟!» (1).
29. ابن مردويه، عن أحمد بن محمد بن عثمان الصيدلاني، قال: حدثنا المنذر بن محمد بن المنذر، قال: حدثنا أحمد بن موسى الخزاز، قال: حدثنا بليد بن سليمان أبو إدريس، عن جابر، عن محمد بن علي، عن أنس بن مالك، قال:
بينا أنا عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: «الآن يدخل سيد المسلمين، وأمير المؤمنين، وأولى الناس بالنبيين»، إذ طلع علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فأخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) يمسح العرق من جبهته ووجهه ويمسح به وجه علي بن أبي طالب (عليه السلام)، ويمسح العرق من وجه علي (عليه السلام) ويمسح به وجهه، فقال له علي (عليه السلام): «يا رسول الله، نزل في شيء؟» قال: «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟! إلا إنه لا نبي بعدي، أنت أخي، ووزيري، وخير من أخلف بعدي، تقضي ديني، وتنجز وعدي، وتبين لهم ما اختلفوا فيه من بعدي، وتعلمهم من تأويل القرآن ما لم يعلموا، وتجاهدهم على التأويل، كما جاهدتهم على التنزيل». (2)
مخ ۶۱
30. ابن مردويه، حدثنا أحمد بن محمد بن السري الكوفي، قال: حدثنا المنذر بن محمد، قال: حدثني أبي، قال: حدثني عمي، قال: حدثني أبي، عن أبان بن تغلب، عن جابر بن إبراهيم، عن إسحاق، عن عبد الله، قال: دخل علي (عليه السلام) على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعنده عائشة، فجلس بين رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبين عائشة.
فقالت عائشة: ما كان لك مجلس غير فخذي! فضرب رسول الله (صلى الله عليه وآله) على ظهرها.
فقال: «مه! لا تؤذيني في أخي. فإنه أمير المؤمنين، وسيد المسلمين، وقائد الغر المحجلين. يوم القيامة يقعد على الصراط، يدخل أولياءه الجنة، ويدخل أعداءه النار». (1)
31. ابن مردويه، حدثني محمد بن القاسم بن أحمد، قال: حدثنا أحمد بن محمد ابن سليمان الباغندي، قال: حدثنا محمد بن علي بن خلف، قال: حدثنا محمد بن القيم الكوفي، عن إسماعيل بن زياد البزاز، عن أبي إدريس، عن أبي رافع- مولى عائشة- قال: كنت غلاما أخدمها، فكنت إذا كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) عندها أكون قريبا أعاطيها. فبينما رسول الله (صلى الله عليه وآله) عندها ذات يوم، إذ جاء جاء فدق الباب. قال: فخرجت إليه، فإذا جارية معها إناء مغطى. قال: فرجعت إلى عائشة فاخبرتها. قالت: «أدخلها»، فدخلت، فوضعته بين يدي عائشة، فوضعته عائشة بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) فجعل يأكل، وخرجت الجارية.
مخ ۶۲
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «ليت أمير المؤمنين، وسيد المسلمين، وإمام المتقين، عندي يأكل معي!». فجاء جاء فدق الباب، فخرجت إليه، فإذا هو علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: فرجعت، فقلت: هذا علي. فقال النبي (صلى الله عليه وآله): «أدخله».
فلما دخل قال النبي (صلى الله عليه وآله): «مرحبا وأهلا، لقد تمنيتك مرتين، حتى لو أبطأت علي لسألت الله عز وجل أن يأتي بك، أجلس فكل معي». (1)
32. ابن مردويه، حدثني عبد الله بن محمد بن يزيد، حدثنا محمد بن أبي يعلى، حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن شاذان، حدثنا زكريا بن يحيى أبو علي الخزاز البصري، حدثنا مندل بن علي، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) في بيته فغدا عليه علي بن أبي طالب (عليه السلام) الغداة- وكان يحب أن لا يسبقه إليه أحد-، فدخل وإذا النبي (صلى الله عليه وآله) في صحن الدار، وإذا رأسه في حجر دحية بن خليفة الكلبي.
فقال: السلام عليك، كيف أصبح رسول الله؟
قال: بخير يا أخا رسول الله.
قال له علي: جزاك الله عنا أهل البيت خيرا.
قال له دحية: إني احبك، وإن لك عندي مدحة أزفها إليك:
أنت أمير المؤمنين، وقائد الغر المحجلين، وسيد ولد آدم يوم القيامة ما خلا النبيين والمرسلين، ولواء الحمد بيدك يوم القيامة، تزف أنت وشيعتك مع محمد وحزبه إلى الجنان، زفا زفا، قد أفلح من تولاك، وخسر من عاداك، بحب محمد أحبوك، ومبغضوك لن تنالهم شفاعة محمد (صلى الله عليه وآله)، أدن مني صفوة الله.
فأخذ رأس النبي فوضعه في حجره وذهب. فرفع رسول الله رأسه فقال: «ما
مخ ۶۳
هذه الهمهمة؟» فأخبره الحديث.
فقال: «يا علي، لم يكن دحية الكلبي، كان جبرئيل، سماك باسم سماك الله به. وهو الذي ألقى محبتك في صدور المؤمنين، ورهبك في صدور الكافرين». (1)
ج. يعسوب المؤمنين، الصديق الأكبر، الفاروق الذي يفرق بين الحق والباطل، باب النبي الذي يؤتى منه
33. ابن مردويه، حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن الضحاك، حدثنا محمد بن ضريس، قال: حدثنا عيسى بن عبد الله بن محمد ابن عمر، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده، عن علي (عليه السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «علي يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب المنافقين». (2)
34. ابن مردويه، حدثنا محمد بن عبد الله بن الحسين، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي، قال: حدثني أبي، قال: حدثني علي بن موسى
مخ ۶۴
الرضا، قال: حدثني أبي موسى بن جعفر، قال: حدثني أبي جعفر بن محمد، قال: حدثني أبي محمد بن علي، قال: حدثني أبي علي بن الحسين، قال:
حدثني أبي الحسين بن علي، قال: حدثني أبي علي بن أبي طالب (عليهم السلام): قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «يا علي، إنك سيد المسلمين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، ويعسوب المؤمنين». (1)
35. ابن مردويه، حدثنا أحمد بن محمد بن عاصم، قال: حدثنا عمران بن عبد الرحيم، قال: حدثنا عبد السلام بن صالح بن أبي الصلت، قال: حدثنا علي بن هاشم بن البريد، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن عبيد الله بن أبي رافع مولى النبي (صلى الله عليه وآله)، قال: حدثني أبي، عن جدي، عن أبي ذر رضى الله عنه، قال:
سمعت النبي (صلى الله عليه وآله) يقول لعلي: «أنت أول من آمن بي وصدقني، وأنت أول من يصافحني يوم القيامة، وأنت الصديق الأكبر، وأنت الفاروق الذي يفرق بين الحق والباطل، وأنت يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الظلمة». (2)
36. ابن مردويه، حدثنا محمد بن إبراهيم بن الفضل، قال: حدثنا عباد بن يعقوب، قال: حدثنا علي بن هاشم، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي رافع، عن أبي ذر رضى الله عنه، أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لعلي:
«أنت أول من يصافحني يوم القيامة، وأنت الصديق الأكبر، وأنت الفاروق الأعظم تفرق بين الحق والباطل، وأنت يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الكفرة». (3)
37. ابن مردويه، أخبرنا محمد بن إبراهيم بن الفضل، قال: أخبرنا أحمد بن عمرو ابن عبد الخالق، قال: حدثنا محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، عن
مخ ۶۵
أبي رافع، عن أبي ذر، أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لعلي:
«أنت أول من يصافحني يوم القيامة، وأنت الصديق الأكبر، وأنت الفاروق تفرق بين الحق والباطل، وأنت يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الكفار». (1)
38. ابن مردويه، حدثنا سليمان بن أحمد قال: حدثنا عبد الله بن داهر، قال:
حدثني أبي، عن الأعمش، عن عبادة الأسدي، عن ابن عباس، قال:
ستكون فتنة فإن أدركها أحد منكم فعليه بخصلتين، كتاب الله وعلي بن أبي طالب (عليه السلام)، فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول وهو آخذ بيد علي بن أبي طالب: «هذا أول من آمن بي، وأول من يصافحني يوم القيامة، وهو فاروق هذه الأمة، يفرق بين الحق والباطل، وهو يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الظلمة، وهو الصديق الأكبر، وهو بابي الذي أوتى منه». (2)
د. صفوة الله، ولي الله، حجة الله
39. ابن مردويه، عن ابن عباس، عن النبي (صلى الله عليه وسلم): «علي صفوة الله». (3)
مخ ۶۶
40. ابن مردويه، حدثني جدي، حدثني محمد بن علي، حدثني علي بن شهمرد، حدثني جعفر بن أحمد، حدثني موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جده موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب (عليه السلام)، قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «لما أسري بي إلى السماء رأيت على باب الجنة مكتوبا بالذهب: لا إله إلا الله، محمد حبيب الله، علي ولي الله، فاطمة أمة الله، الحسن والحسين صفوة الله، على مبغضيهم لعنة الله». (1)
41. ابن مردويه، بإسناده عن أنس، أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: «أنا وعلي حجة الله على عباده». (2)
مخ ۶۷
الفصل الرابع في محبة النبي إياه وتحريضه على محبته وولايته ونهيه عن بغضه وأذاه
أ. في أنه (عليه السلام) أحب الخلق إلى النبي (صلى الله عليه وآله)
42. ابن مردويه، بإسناده إلى عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر رضى الله عنه، قال: دخلنا على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقلنا: من أحب أصحابك إليك؟ فإن كان أمر كنا معه، وإن كانت نائبة كنا دونه.
قال : «هذا علي، أقدمكم سلما وإسلاما». (1)
43. ابن مردويه، عن عمرة، قالت: قالت لي معاذة الغفارية:
كنت أنيسا لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) أخرج معه في الأسفار، أقوم على المرضى، وأداوي الجرحى.
فدخلت على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ببيت عائشة وعلي خارج من عندها، فسمعته يقول لعائشة: «إن هذا أحب الرجال إلي، وأكرمهم علي. فاعرفي لي حقه،
مخ ۶۹