سادته يا عصام يا عصام جاء الإسلام وذهبت الأصنام وحقنت الدماء ووصلت الأرحام ففزعت من ذلك ثم عترنا أخرى فسمعنا يقول لرجل اسمه بكر يا بكر بن جبل جاء النبي المرسل يصدقه المطعمون في المحل أرباب يثرب ذات النخل ويكذبه أهل نجد وتهامة وأهل فلح واليمامة فأتيا إلى النبي وأسلما وأنشد عمرو
أجبت رسول الله إذ جاء بالهدى
فأصبحت بعد الحمد لله أوحدا
.
تكلم شيطان من جوف هبل بهذه الأبيات
قاتل الله رهط كعب بن فهر
ما أضل العقول والأحلاما
جاءنا تائه يعيب علينا
دين آبائنا الحماة الكراما
فسجدوا كلهم وتنقصوا النبي ع وقال هلموا غدا نسمع أيضا فحزن النبي ع من ذلك فأتاه جني مؤمن وقال يا رسول الله أنا قتلت مسعر الشيطان المتكلم في الأوثان فاحضر المجمع لأجيبه فلما اجتمعوا ودخل النبي ع خرت الأصنام على وجوهها فنصبوها وقالوا تكلم فقال
أنا الذي سماني المطهرا
أنا قتلت ذا الفخور مسعرا
إذا طغى لما طغى واستكبرا
وأنكر الحق ورام المنكرا
بشتمه نبينا المطهرا
قد أنزل الله عليه السورا
من بعد موسى فأتبعنا الأثر
فقالوا إن محمدا يخادع اللات كما خادعنا.
تاريخ الطبري إنه روي الزهري في حديث جبير بن مطعم عن أبيه قال كنا جلوسا قبل أن يبعث رسول الله بشهر نحرنا جزورا فإذا صائح يصيح في جوف الصنم اسمعوا العجب ذهب استراق الوحي ويرمى بالشهب لنبي بمكة اسمه محمد مهاجرته إلى يثرب.
الطبري في حديث ابن إسحاق والزهري عن عبد الله بن كعب مولى عثمان أنه قال عمر لقد كنا في الجاهلية نعبد الأصنام ونعنق الأوثان حتى أكرمنا الله بالإسلام فقال الأعرابي لقد كنت كاهنا في الجاهلية قال فأخبرنا ما عجب ما جاءك به صاحبك قال جاءني قبل الإسلام جاء فقال ألم تر إلى الجن بألسنها وإياسها من دينها ولحافها بالقلاص
مخ ۸۹