بالواسطة والواسطة إن كان من أصحابي لم يؤمن عليه العصبية لي وإن كان من أصحابك لم أجبه في الحكم علي وإن كان مخالفا لنا جميعا لم يكن مأمونا علي ولا عليك ولكن يكون رجلا من أصحابي ورجلا من أصحابك فينظران فيما بيننا قال نعم فقال هشام لم يبق معه شيء ثم قال إن هؤلاء القوم لم يزالوا معنا على ولاية أمير المؤمنين حتى كان من أمر الحكمين ما كان فأكفروه بالتحكيم وضللوه بذلك وهذا الشيخ قد حكم رجلين مختلفين في مذهبهما أحدهما يكفره والآخر يعدله فإن كان مصيبا في ذلك فأمير المؤمنين أولى بالصواب وإن كان مخطئا فقد أراحنا من نفسه بشهادته بالكفر عليها والنظر في كفره وإيمانه أولى من النظر في إكفاره عليا ع فاستحسن الرشيد ذلك وأمر له بجائزة.
قال الطاقي للضحاك الشاري لما خرج من الكوفة محكما ويسمى بإمرة المؤمنين لم تبرأتم من علي بن أبي طالب واستحللتم قتاله قال لأنه حكم في دين الله قال وكل من حكم في دين الله استحللتم قتله قال نعم قال فأخبرني عن الدين الذي جئت به أناظرك عليه لأدخل فيه معك إن علت حجتك حجتي قال فمن يشهد للمصيب بصوابه لا بد لنا من عالم يحكم بيننا قال لقد حكمت يا هذا في الدين الذي جئت به أناظرك فيه قال نعم فأقبل الطاقي على أصحابه فقال إن هذا صاحبكم قد حكم في دين الله فشأنكم به فضربوا الضحاك بأسيافهم.
وقال القاضي التنوخي في جواب ابن المعتز
وعبت عليا في الحكومة بينه
وبين ابن حرب في الطعام الأشائب
وقد حكم المبعوث يوم قريظة
ولا عيب في فعل الرسل لعائب
ابن العودي
وقالوا علي كان في الحكم ظالما
ليكثر بالدعوى عليه التظلم
وقالوا دماء الناس ظلما أراقها
وقد كان في القتلى بريء ومجرم
مخ ۲۶۹