372

الجن أو بعض الملائكة في غاية الفصاحة بحيث يصدر عنه هذا القرآن ، فحينئذ لا يمكن الاستدلال على صدقه عليه السلام إلا بعد استناد (1) القرآن إليه تعالى ، واسناده إليه تعالى إنما علمناه بقول الرسول ، وذلك دور.

أما اذا جعلنا جهة الاعجاز هو الصرفة ، اندفع هذا المحذور.

** الثاني :

قدر على المفردات وعلى التركيب كان قادرا عليهما قطعا ، فإذن العرب كانوا متمكنين من الإتيان بالمثل وإنما سلبوا هذه القدرة او الداعي.

وهذان الوجهان عندي [ضعيفان] ، أما الأول ، فلأنا لا نشرط في المعجز صدوره منه تعالى ، فإنا لو علمنا صدوره من النبي عليه السلام باقداره تعالى على ذلك لكان معجزا ، ولأن هذا الدليل إن طعن في الفصاحة فهو بعينه طاعن في الصرفة ، لأنه لا استعباد في أن يكون بعض العرب متمكنا من المنع عن المعارضة بالسحر فالإلزام مشترك.

لا يقال : تمكين الله تعالى الساحر من ذلك فساد عظيم.

لأنا نقول : بذلك تمكين الملك والجن من ذلك فساد عظيم.

لا يقال : هذا اعتراف بالصرفة.

لأنا نقول : هذا انما هو صرف لبعض الملائكة او الجن على تقدير المنع الذي ذكرتموه ، أما بالنسبة الى العرب فلا.

وأما الثاني ، فالمنع من قدرة العرب على ما ذكروه.

واستدل القائلون بالفصاحة بوجوه :

** الأول :

أنفسهم وفرقوا بين حال التخلية وحال المنع ، ولو وجدوا ذلك

مخ ۴۲۲