328

ما مضى والقبائح موجودة فهي من فعله بإرادته.

وأيضا لو أراد الله تعالى (1) الطاعة من الكافر لصار مغلوبا والتالي باطل اتفاقا فالمقدم مثله ، والشرطية ظاهرة ، لأن المريدين إذا تعارضا فالمغلوب من لم يقع مراده ، ولأنه تعالى علم من الكافر أنه لا يؤمن والحكيم لا يريد ما علم أنه لا يكون ، وللسمع كقوله تعالى : ( لو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ) (2)، ( ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا ) (3)، ( ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها ) (4)، وغير ذلك.

والجواب عن الأول ، أنه مبني على الاصل الفاسد ، وقد ثبت (5) بطلانه فيما مضى.

وعن الثاني ، أنه تعالى إنما لم يوصف بالمغلوبية من حيث إنه أراد الإيمان الاختياري من العبد لا الاضطراري ، وهذا لازم عليكم أيضا ، فإنه تعالى أمر الكافر بالإيمان مع أنه لا يقع.

وعن الثالث ، لا نسلم أن الحكيم لا يريد ما لا يكون إذا كان ممكنا والإيمان ممكن من الكافر ، والدليل السمعي متأول ، ولا منافاة بين قولنا وبين إثبات المشية لله تعالى في خلق الإيمان والكفر فإنه تعالى قادر فلو أراد مهما أراد وقع.

** مسألة

تعالى الله عنه ، والأوائل نازعوا في ذلك قالوا : والا لكان ناقصا ، لأن كل من فعل الحسن فهو مستفيد (6) صفة هي أنه قد فعل ما هو حسن به في نفسه وما هو أحسن

مخ ۳۷۷