132

Management in the Era of the Prophet Muhammad (PBUH)

الإدارة في عصر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم

خپرندوی

دار السلام

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٧ هـ

د خپرونکي ځای

القاهرة

ژانرونه

اللفظ المزخرف والسجع، وكذلك كانت تخلو من ألقاب التعظيم والتفخيم فتذكر أسماء المتعاقدين مجردة «١»، فكان يقول: «هذه امنة من الله ومحمد النبي الرسول ليحنه بن روبة وأهل أيلة» «٢»، وظل النبي ﷺ يحرص على ذكر صفة «رسول الله، والنبي» مستهدفا التذكير بحقيقة وظيفته وتأكيد معانيها في النفوس «٣»، ففي كتاب النبي ﷺ إلى أهل أذرح والجرباء قال: «هذا كتاب من محمد النبي ...» «٤» وامتازت هذه العقود بذكر أسماء الشهود عملا بما استنه الرسول ﷺ عند عقد معاهدة الحديبية (٦ هـ) «٥» . ولما كان معظم سكان الجزيرة من القبائل التي تستوطن كل منها مكانا خاصّا بها يسمى «دار»، ولها تنظيم سياسي، فإن النبي ﷺ أراد الاحتكاك بهذه القبائل، وهذا لم يتم دفعة واحدة؛ إذ إن ظروف القبائل وتنوعها واختلافها يؤدي بالضرورة إلى تنوع المعاملة، فهناك بعض القبائل اكتفى منهم بالموادعة دون إلزامهم بتغيير دينهم «٦»، ويشير إلى ذلك القران في الاية الكريمة: إِلَّا الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلى مُدَّتِهِمْ ... [التوبة: ٤] «٧» . لقد قسمت هذه الكتب إلى كتب موجهة إلى الأفراد وهي تتضمن «الإقطاعات وما يتعلق بالأمور المالية»، وهناك كتب موجهة لأفراد عشائرهم بصراحة وهي تبين اعتراف الرسول ﷺ بهذه الزعامة أو تلك على القبيلة، وسلطاتها الإدارية المستقلة وفقا للتقاليد البدوية «٨»، وهناك رسائل موجهة للعشائر دون الأفراد، ولا ندري هل كان إغفال الرسول ﷺ لذكر أسماء أفراد بعينهم يرجع إلى عدم وجود رؤساء معتمدين فيها، أم أن هؤلاء لم يؤمنوا بالرسول ﷺ فتجاهلهم، وعلى أية حال، فإننا لا نعلم طريقة إدارة هذا

(١) عبد النافع محمود، المعاهدات في الإسلام، مجلة التمدن الإسلامي، مجلد ٣٦، سنة (١٣٨٦ هـ)، (ص ٣٦، ٣٧) . (٢) انظر: حميد الله، مجموعة الوثائق، وثيقة رقم (٣١/ أ)، (ص ١١٧، ١١٨) . (٣) محمود، المعاهدات في الإسلام (ص ٣٧) . (٤) انظر: معاهدة النبي ﷺ مع أهل أذرح والجرباء. حميد الله، مجموعة الوثائق، وثيقة رقم (٣٢، ٣٣/ أ) (ص ١١٨، ١١٩) . (٥) انظر صلح الحديبية في: ابن هشام، السيرة (م ٢، ص ٣٢٤) . ابن سعد، الطبقات (ج ٢، ص ٩٧) . البلاذري، أنساب (ج ١، ص ٢١١) . (٦) العلي، إدارة الحجاز (ص ٣٤، ٣٥) . (٧) انظر: الطبري، تفسير (ج ١٤، ص ١٣٢) . السيوطي، الدر المنثور (ج ٤، ص ١٣٠، ١٣١) . (٨) العلي، إدارة الحجاز (ص ٣٨) . انظر: حميد الله، مجموعة الوثائق، وثيقة رقم (١١١)، (ص ٢٣١) . رقم (١١٢)، (ص ٢٣٢) . رقم (٢٢)، (ص ٢٤٠) .

1 / 138