ولمزيد من سرد شهادة العلماء بأحقية الفكر الزيدي، ننقل هاهنا ما ذكره الأستاذ عدنان زرزور، فقد أشاد في كتابه (الحاكم الجشمي) بالمنهج الزيدي، من ذلك قوله في صفحة (4) ما لفظه: يقدم لنا كتاب (الحاكم الجشمي) في تفسير القرآن كما سيرى القارئ في هذه الرسالة، أجمع صورة وأدقها وأكثرها أمانة، كذلك الطريقة التي تناول بها المعتزلة وأهل الرأي القرآن الكريم بالتفسير والشرح، كما يدل على مدى اعتماد المعتزلة على نصوص القرآن في آرائهم ومذاهبهم، وعلى تفريقهم بين ما يدخله التأويل وما لا يدخله التأويل، وعلى نظرتهم الدقيقة إلى المعارف، ما يعرف منها من جهة الشرع وما يعرف منها من جهة العقل، وما يصح أن يعرف منها من واحد من الطرفين. اه.
وقال الأستاذ عدنان في صفحة (13):
وأخيرا فإني أقدم اليوم هذا البحث للطبع على النحو الذي أعددته من قبل وتقدمت به إلى كلية دار العلوم بجامعة القاهرة حيث تولت مناقشته والحكم عليه لجنة من الأساتذة: الشيخ محمد أبو زهرة، والدكتور مصطفى زيد، والشيخ عبد العظيم هاني، وأجازته بمرتبة الشرف الأولى بإجماع الآراء، غير أني اختصرت منه بعض الأمثلة والشواهد من تفسير الحاكم، كما كنت أرغب من الأصل... إلى أن قال: وأحب أن أنبه القارئ إلى أن ما انتهيت إليه من الحكم على الزمخشري وأنه نال في التاريخ مكانة لا يستحقها قد اعتبره أستاذنا الجليل الشيخ محمد أبو زهرة تهجما على الزمخشري بغير حق) . انتهى.
قلت: ومن هنا نعرف أن تقارير الزيدية فيما صح لهم، يعتبر نتيجة دراسة كبيرة واقعية متجردة وغير متحيزة إلا إلى الدليل والنص من الكتاب والسنة وما تفرع عنهما من الإجماع والقياس الصحيح، وأن هذه التقارير كانت في رتبة التقدير والإعظام والإجلال عند علماء العصر.
مخ ۵۸