- والطاعة لأمري على كل حالاتكم ما أطعت الله، فإن خالفت فلا طاعة لي عليكم، وإن ملت وعدلت عن كتاب الله وسنة نبيه فلا حجة لي عليكم، فهذه هي سبيلي (أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني).
قال الشيخ محمد أبو زهرة بعد أن نقل هذا ما لفظه:
ومن هذا البيان الذي قدم بيعته ومن عدة بيانات أخرى على هذا المنهاج يتبين أن أعظم مقاصده إقامة حكم إسلامي، وجمع كلمة المسلمين على كتاب الله وسنة نبيه ، وقد كان يسعى جهده لجمع شمل المسلمين وإصلاح أمورهم فيما بينهم، ويروى في ذلك أنه كان يقول: (وددت أن الله أصلح هذه الأمة وأني جعت يوما وشبعت يوما)، وبهذا يتبين أنه ما كان يطلب الملك ولكنه كان يطلب إصلاح أمر المسلمين وإحياء الشريعة وفرض سلطانها). انتهى المراد.
قلت: وقد نقل المؤرخون والرواة المحققون كثرة ما كان يردده الهادي قوله: (إن هي إلا سيرة علي وإلا فالنار).
نعم: هذا هو الإمام الهادي، وهو الإمام الأكبر للفقه الزيدي في اليمن وكل الأئمة من آل رسول الله ، وكل أتباعهم من العلماء الفطاحل، وكل من أخذ بمذهبهم لا يريدون إلا الحق والحق وحده ولا يأخذون الدليل إلا من مصدره الصحيح وعلى وجه الصحة يستنبطون فقههم من دون نظر إلى عصبية من يتحامل عليهم، أو يتجنى على أقوالهم من دون فحص أو من دون معرفة.
وقد كتب السيد الأخ الأديب أحمد بن حسين شرف الدين في مؤلفه (تاريخ الفكر الإسلامي في اليمن) نبذة صالحة عن هذا المنهج الزيدي.
وزيادة على ما سبق ننقل هنا ما كتبه الدكتور الأستاذ عبد الكريم عثمان في تقديمه لكتابه (نظرية التكليف) -وهو دراسة لآراء قاضي القضاة عبد الجبار بن أحمد، أحد كبار علماء الزيدية- المطبوع سنة1971م-سنة1391ه، وننقل ما كتبه بلفظه:
مخ ۴۸