وزيادة في تفهيم رأي الزيدية وفقه الزيدية ننقل أيضا بعض ما قاله الأستاذ محمد أبو زهرة في كتابه (الإمام زيد) المطبوع بدار الفكر العربي جمادى الآخرة سنة 1378ه يناير سنة 1959م قال في ديباجة كتابه: (أما بعد: فقد اعتزمنا بعون الله وتوفيقه وهدايته أن ندرس في هذا العام فقه إمام من أئمة الهدى، هو الطاهر سلالة الأطهار زيد بن علي زين العابدين بن الحسين أبي الشهداء، وإن ما نكتبه سيكون خلاصة لما نلقيه في معهد الشريعة من الدراسات العليا بكلية الحقوق بجامعة القاهرة.
وإن هذه العزيمة التي اعتزمناها، كانت من قبل نية قويناها واحتسبناها فقد كانت نيتنا بعد الكتابة في الأئمة الأربعة أن تتجه إلى أئمة آل البيت المصطفين الأخيار). اه.
ثم قال في صفحة (4): (وإننا إذ نتجه إلى فقه الشيعة ندرسه ونغوص في بحاره المترامية الأطراف نتقدم إلى (الإمام زيد) ومذهبه؛ لأنه أقرب المذاهب الشيعية إلى فقه (السنة)، فكما أنه -رضي الله عنه- كان أقرب في سياسته إلى سياسة جمهور المسلمين، كان أيضا فقهه أقرب إلى فقهاء الأمصار، وقد سار بعض الذين اجتهدوا من بعده على منهاجه فقربوه من فقه الأئمة الأربعة ولم يبعدوه واستأنسوا بفقه أولئك الأئمة في كثير من اجتهاداتهم.
ولذلك نجد القرب دائما من غير محاولة تقريب الاتحاد في الأفكار أحيانا بينا من غير حاجة إلى توضيح. انتهى.
وقال الشيخ محمد أبو زهرة أيضا في صفحة 508 في كتابه (الإمام زيد) ما لفظه:
(وإنه بملاحظة أصول الزيديةيتبين أنهم أخذوا من الأصول والمناهج أوسعها مدى، وكلما كثرت الأصول كان المذهب أكثر نماء وأوسع رحابا، فإذا أضيف إلى ذلك فتح باب الاجتهاد والتخريج في كل العصور وكثرة الأئمة الذين خرجوا واجتهدوا واختاروا مع فتح الباب للآراء في المذاهب الأربعة وغيرها، كان هذا المذهب أكثر المذاهب الإسلامية نماء وقدرة على مسايرة العصور). انتهى المراد.
مخ ۴۶