وهنا ولتأكيد صحة رأي الزيدية نورد شهادة الأستاذ محمد عمارة -من مشائخ الأزهر الشريف بمصر- وذلك بضمن تقديمه لرسائل العدل والتوحيد للإمام القاسم والمرتضى والحسن البصري والقاضي عبد الجبار -رضي الله عنهم- فقد قال بالحرف الواحد في صفحة 16 الجزء الأول ما لفظه:
(لن نستطيع أن ندرك العظمة والسمو لفكر المعتزلة مثلا عن (التوحيد) إلا إذا أدركنا مدى التخلف والحشو الذي حفلت به آثار المجسمة والمشبهة وهم يتحدثون عن الخالق سبحانه وإلا فكيف ندرك ذلك العمق والسمو الذي تتحلى به أفكار المعتزلة في هذا الباب).
ثم قال الأستاذ عمارة بعد ذلك في صفحة (30) جزء أول في (رسائل العدل والتوحيد):
حقيقة هم يقدمون العقل على النقل، ولكنه التقديم الذي لا يلغي النقل ولا يغض من شأنه، وإنما التقديم الذي يدل على وجوب تأويل ظاهر النص بما يتفق مع معطيات العقل وحججه، وأيضا التقديم النابع من تقديم موضوع الحجة العقلية على موضوع الحجة النقلية، فهم قد اعتبروا أن هناك ثلاث حجج احتج بها المعبود على العباد، وهي: العقل، والكتاب، والرسول.
فجاءت حجة العقل بمعرفة المعبود، وجاءت حجة الكتاب بمعرفة المتعبد، وجاءت حجة الرسول بمعرفة العبادة.
والعقل أصل الحجتين الأخريين؛ لأنهما عرفا به ولم يعرف بهما، ثم للإجماع بعد ذلك حجة رابعة مشتملة على جميع الحجج الثلاث وعائدة لها.
ولذلك كانت الحجج الثلاث متآزرة للبلوغ بالإنسان إلى درجة اليقين.
وقال في صفحة (30) الجزء الأول في (رسائل العدل والتوحيد) أيضا ما لفظه:
مخ ۲۳