منهج الزيدية في أصول الدين
أما في أصول الدين (علم الكلام) فهم من أئمة الكلام وهم من أرباب الحق فيه.
ولقد نشأت كما قلت أولا فترات في التاريخ كان لأولي السلطة والدولة أن يعلنوا مخالفتهم للزيدية ويضللوا عليهم، وربما وجدوا من يعينهم على ذلك من أرباب الجهل، أو من العلماء المتعصبين معهم.
والنظريات الحقة التي تميزت بها الزيدية ومعهم علماء الصدر الأول من الصحابة وجمهور من العلماء التابعين في أصول الدين ربما يكون أهمها نظريتين نلخصهما فيما يأتي:
أولا: العدل، والتوحيد: فصارت الزيدية تعرف بهذا الاسم (أهل العدل والتوحيد) وهي مجموعة يطلق عليها مسائل أصول الدين.
ومن أهم [ما في هاتين] النظريتين ما يجب أن نورد منه شيئا في هذه الرسالة، كمثل من موجبات الخلاف والحق فيها مع واحد.
أولا: حرية العمل، فالزيدية يقولون: إن الله سبحانه جعل الإنسان حرا في تصرفاته ولم يجبره عليها، ولم يسيره الله سبحانه إلى شيء منها، فهو فاعل مختار لما عمله؛ لأنه مخلوق في أحسن تقويم ومفروض عليه أن يعمل بعقله الذي يتميز له به الحسن وحسنه، والقبح وقبحه، وأنه إذا خالف التصرف الحكيم فيما أمره الله به وفيما نهاه عنه، فقد خالفه متبعا لشيطانه الذي أقسم بغوايته، وجند جنده لإضلاله، وأجلب عليه بخيله ورجله.
وإن الحق هو ما أوضح الله في كتابه {من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد}[فصلت:46].
ويتبع هذا أن الزيدية ما داموا يخضعون للحق في ذلك فهم لا يألون جهدا في:
1- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المخوف، وفي موالاة من أطاع الله ورسوله، ومعاداة من خالف أمر الله ورسوله.
2- تقديم ما وافق كتاب الله واشتراط موافقة الرواية في الحديث لما في كتاب الله تعالى عملا بقوله : ((ما جاءكم عني فاعرضوه على كتاب الله...)) إلخ الحديث .
مخ ۱۱