ولم يدعه أمين يتم كلامه بل هوى عليه وعلى بثينة يقبلهما تقديرا ومحبة ... •••
كان العام قد مر على هذا الزواج السعيد، وفي ذكراه الأولى اعترفت بثينة لأمين بتبدل نظراتها العاطفية منذ صحبتهما في المنحل تبدلا محسوسا فإن الحياة في حضن الريف وما كانت تراه من أمومة النحل ومن رسالة الطبيعة أثر في نفسها عن وعي وغير وعي، فشعرت بأنه إذا كان لا قيمة للرجل بغير رجولته المكافحة القائدة، فكذلك ليس للمرأة من قيمة بغير أنوثتها التي ترعى الرجل، وإذا كان للرجل أن يدللها ويسعدها إلى جانب حمايتها وهي وظيفته الأولى نحوها، فإن عليها دون أن يسألها أن تلهمه وتؤانسه وتسعده فهذه وظيفتها الأولى نحوه، وهكذا يكون التجاوب السليم والتضافر على الحياة.
تعاونت بثينة وأمين تعاونا قلبيا في كل أعمالهما فذاع صيتهما في النحالة والأدب، ونعما بحياتهما الزوجية الموفقة، ونجحا ماديا كما نجحا أدبيا، واقتنيا منزلا ريفيا جميلا زينا حديقته بالخلايا البيضاء الزاهية المأهولة بالنحل الكرنيولي الوديع، وكان المارة يشاهدون أحيانا سيدة مشرقة في ردائها الأبيض وإلى جانبها طفلها الصغير الجميل وهي تشير بأصبعها إلى باب الخلية وتشرح له ... وتوقفت النحل عن الطيران وقد سمعها تقول: «انظر يا سمير إلى هذه النحل فهي أخواتك، وهي التي جمعت بين بابا وماما، فيجب يا حبيبي أن تحبها كما تحبنا ...»
ناپیژندل شوی مخ