عندما استفاقت سينتيا من إغمائها لم تكن في تلك الغرفة التي سمعت الحديث منها؛ فإن الهندية كانت قد أخرجتها إلى القاعة وعالجتها حتى استفاقت، فقالت لها: هل تستطيعين الإنكار أنه ولدك؟
ولكنها عادت إليها قواها فقالت بصوت أجش: لقد قلت لك إنه ليس لي ولد. - إذا كان ذلك، فلماذا أغمي عليك حين سمعته يتكلم عن أمه؟ - لأني تذكرت ولدا لي مات. والآن ألا تطلقين سراحي؟ - كلا. - لماذا؟ - لأنه يجب أن تري مس ألن. - من هي هذه الفتاة؟ - هي تلك الحسناء التي تحب ولدك. - وأنت تقولين إنها تريد أن تراني؟ - نعم. فإنها تريد أن تجمعك بولدك. - لقد قلت لك إنه ليس لي ولد، فكيف أكون أنا الفقيرة أم هذا السيد العظيم، ثم إذا كانت تريد أن تراني فلماذا ذهبت؟ - إنها ستعود غدا. والآن أنصحك أن تنامي على هذا المقعد؛ فإن الليل قد انتصف، وأنت في حاجة إلى الراحة.
فامتثلت، وغطتها الهندية بغطاء، ثم اضطجعت على مقعد آخر كأنها تريد أن تنام أيضا، فقالت سينتيا في نفسها: إني سأصبر عليها حتى تنام فأخنقها قبل أن تتمكن من الصياح وأهرب.
ولكن حدث عند ذلك ما لم تكن تتوقعه؛ فإن الباب فتح فجأة ودخل منه الخادمان فقالا للهندية: أسرعي فإنهم في أثرنا وقد رأيناهم في النهر.
فقالت سينتيا: هذا أخي قادم لإنقاذنا، ثم صاحت قائلة: إلي إلي.
فأسرع الخادمان إليها فكمماها. وقالت لهما الهندية: اقبضا على يديها، فسأعمل لها عملية تمنعها عن الصراخ.
فقبضا عليها، وأخرجت الهندية زجاجة فيها رشاش أصفر فأدنته من أنفها وأكرهتها على تنشقه حتى تلاشت قواها وسقطت يداها، فحملوها إلى الغرفة السرية، واختبئوا جميعهم فيها، فجعلت الهندية تنظر إليها وتقول: ليأتوا الآن، وليبحثوا عنك قدر ما يشاءون، إني أدعى داني ناتها، وما زلت أخت جان دي فرانس، ذلك اللص الذي سرق كنز إلهي، فاعلمي أني شممتك رائحة تفقدين بعدها كل حس ما عدا النظر والسمع بحيث تصبحين حية شبه ميتة.
وبعد هنيهة دخل جان وشمشون فقد كانا علما باختطاف سينتيا؛ فإن شمشون كان قد رأى عن بعد رجلين يحملان امرأة إلى مركبة، وكانت المركبة بعيدة عنه فلم يستطع إدراكها، فأيقن جان أن ألن قد اختطفتها، وأسرع مع شمشون إلى منزلها الصيفي، فبحثا فيه بحثا دقيقا فلم يجدا لها أثرا، فاقترح شمشون أن يحرق المنزل فمنعه جان قائلا: لا أريد مداخلة البوليس، ولا بد لي الآن أن أبحث عنها في منزل السير روبرت، فهلم بنا نعد إلى لندرا.
ولما ابتعدا قال أحد الخادمين لرفيقه: إنهما لن يظفرا بالأسيرة هذه الليلة، وما راعني إلا خوفي أن يحرقا المنزل.
أما جان فإنه عاد مع شمشون بطريق النهر وهو ينذر ويتوعد ويقول إني سأقتل هذه الماكرة جلدا بالسياط.
ناپیژندل شوی مخ