قالت: إن موته سيكون محتما، وقد تدركه النمور فتفترسه قبل الصباح. وقد وافق الكاهنان على ذلك، ودخلا إلى مكان في المغارة فأتيا بخشبة فحملاه عليها وانصرفا.
ولكن الفتاة كانت قد اغتنمت فرصة بحثهما عن الخشبة، فأسرعت إلى زجاجة صغيرة وأفرغتها في فم جان، فلما ذهب الكاهنان به برقت عيناها من الفرح وجعلت تحدث نفسها فتقول: نعم إن الشجرة السامة تقتل من ينام تحتها، ولكن ابنة الكهنة التي قضي عليها أن تعيش في جوف الأرض لا تريد أن يموت هذا الفتى الجميل الذي حرك عوامل قلبها، ولذلك سقيته ترياقا يقيه الموت من كل السموم، وسيعود إلي.
نعم إنه سيعود، فقد شعرت أن صدره يخفق خفوق صدري، وسيذكرني حين يفيق ويعود إلي فنهرب معا إلى حيث يشاء.
وقد نامت، فلما صحت علمت من مقدار الخشب الذي التهمته النار أن زمن عودة الكهنة قد حان.
وقد أقبلوا بعد هنيهة، فتجلدت إخفاء لاضطرابها، وسألتهم أين وضعوه؟
قالوا: إننا وضعناه تحت شجرة سامة، ولكننا لم نجده حين عودتنا فلا شك أن النمور اختطفته.
ثم تركوها وانصرفوا، فكادت تجن من خوفها عليه، وجعلت تضرع إلى الإله سيوا أن يحميه ويقيه.
وفيما هي تصلي وتبتهل رأت جان داخل المغارة، فصاحت صيحة فرح لا توصف، وهجمت عليه فعانقته وهي تقول: لم يكن عندي شك أيها الحبيب أنك ستعود إلي، فدفعها عنه وهو يقول: ارجعي أيتها الشقية؛ فقد أردت قتلي بالسم، وألقيتني تحت الشجرة السامة.
فضمت يديها وقالت: كلا أيها الحبيب، بل إني أنقذتك من خناجر الكهنة لأني أحبك.
فضحك جان وقال: لا أعلم إذا كنت تحبينني، ولكن الذي أعلمه أني محتاج إلى هذا الكنز.
ناپیژندل شوی مخ