قال: إني سأموت من الجوع والعطش، وإن جوادي سيقتله التعب، فأين نحن الآن؟ - لا أعلم. ولكنني أظن أننا نبعد عشر مراحل عن كلكوتا، ولكن انظر ألا ترى شبحا أسود يتحرك؟ - نعم. ولكنه شجرة يحركها الهواء؛ إذ لا يوجد إنسان بهذه الضخامة.
وعند ذلك سمعا صوت هذا الشبح يقول: جان. جان. أين أنت أيها الرئيس؟
فقال الطبيب: لقد نجونا؛ فإني أعرف صاحب هذا الصوت، فهو شمشون الجبار.
وكان شمشون قد تبع سيده كما تقدم في الجزء السابق حين ذهب إلى الكنز وأمره أن ينتظره، فانتظر كل الليل، ثم أشرق الصباح، ثم أذنت الشمس بالمغيب، فكاد يجن من خوفه عليه؛ إذ خشي أن يكون الكهنة قد فتكوا به.
وقد جعل يهيم في تلك البراري باحثا عن سيده وهو يقف من حين إلى حين فيناديه بصوته الجهوري فلا يجيبه غير الصدى إلى أن اتفق مرور اللورد والطبيب، فدنا منه الطبيب وقال له: ماذا أصابك يا شمشون؟ ومن الذي تناديه؟
قال: إني أنادي جان دي فرانس شقيق ملكتنا.
وكان شمشون قد عرف الطبيب؛ إذ كان مدينا له بجميل لا ينساه، فقد لقيه مرة في أحد شوارع كلكوتا مصابا بطعنة خنجر في بطنه كادت تودي بحياته، فعالجه وشفاه فقال له: ألا يوجد هنا مدينة قريبة؟
قال: لا يوجد غير كلكوتا، وهي تبعد خمس مراحل. - ألا يوجد مكان للمبيت؟ - لا يوجد غير مضاربنا وهي تحت هذه القمة التي تراها، وستجدان فيها خير مبيت.
فقال له اللورد: إذن سر بنا إليها وسنكافئك.
ولم يكن شمشون يعلم أنه يخاطب حاكم الهند، فقال له: لكن لا بد لي من البحث عن جان دي فرانس.
ناپیژندل شوی مخ