قال: أنقذه أيها الطبيب وإني أقسم بالله أن لا أقول كلمة في حياتي تدل أني واقف على الحقيقة.
قال: إذن سأفرغ مجهودي في سبيل شفائه، فدعوني أبقى وحدي معه.
فخرج ليونيل وأمه وعيونهما غارقة بالدموع، وذهب بولتون فأقفل الباب من الداخل وعاد إلى المركيز وقد فتح عينيه واستوى جالسا في سريره وعاد إليه هداه، فقال له بولتون: أسمعت الحديث؟
قال: نعم. وقد أيقنت الآن أنهما جديران بفضيحتي.
ثم نظر إلى شعار أسرة إسبرتهون المنقوش فوق المستوقد وإلى صور أعضاء تلك الأسرة المعلقة على الجدران، فقال يخاطبها: أيتها الرسوم الكريمة، اصفحي عن ابن النورية اللقيط لحلوله زمنا محل الابن الشرعي ولإقامته في قصر لا يحق له الإقامة فيه.
يا آل إسبرتهون، إني لا يحق لي أن أتسمى باسمكم، وإن كانت دماؤكم تجول في عروقي فسأرجع سيفكم القديم إلى من يعرف أن يتقلده، وسأرجع ثروتكم العظيمة إلى من يعرف كيف ينفقها في سبيل مجدكم.
ثم التفت إلى الطبيب وقال له: أيها الصديق القديم، إني فعلت الآن واجباتي، فهات الشراب الذي أعددته فإني أشربه بملء الارتياح ودون خوف.
فذهب بولتون إلى منضدته، فأخذ كأسا من الفضة وأخرج من جيبه زجاجة صغيرة، فأفرغ ما كان فيها في تلك الكأس وجاء بها إلى روجر.
فأخذ روجر الكأس وهو يتبسم وشرب ما فيها جرعة واحدة وقال: ما هذه النهاية! فليحفظ الله المركيز ليونيل دي إسبرتهون من كل كيد.
ثم انقلب على سريره وقد أطبقت عيناه واصفر وجهه وبردت يداه.
ناپیژندل شوی مخ