159

ثم نادى دلتون وأمره أن يذهب بالرسالة إلى المنزل الذي اجتمعا فيه بعثمان، وانتزع من أصبعه خاتما كان منقوشا عليه شعار الأسرة المالكة وقال له: أعطه الرسالة وهذا الخاتم على سبيل التذكار.

فخرج دلتون وعاد بعد ساعة وهو يحمل الرسالة والخاتم.

فقال له البرنس: ما هذا؟

قال: ألعلك واثق يا مولاي أننا لم نكن أمس حالمين، وأن ما جرى لنا كان في اليقظة؟ - وأنت؟ - لست واثقا. - كيف ذلك؟ - ذلك أني بحثت أدق بحث في ذلك الشارع عن المنزل وعن الناباب عثمان فلم أقف على أثر. - إن الرجل قد يختفي وأما المنزل ... - لم أجدهما. - أنا أجدهما.

ثم تأبط ذراع دلتون وخرج وإياه في رائعة النهار، فطاف جميع شوارع لندرا دون أن يقف على أثر لذلك المنزل؛ فجعل دلتون يضحك ويقول: أرأيت يا مولاي؟! إننا كنا حالمين.

قال: أريد أن أوافقك على اعتقادك ولكن ذلك محال؛ فقد لقيت في طريقي كثيرا من الدائنين، فكانوا ينحنون أمامي بملء الاحترام؛ مما يدل أنهم قبضوا ديونهم.

وعاد البرنس إلى السراي، فلبث بضعة أيام وهو منذهل أشد الانذهال مما اتفق له.

ثم تناسى هذه الحادثة، وكاد أن ينسى عثمان.

وبعد أسبوع، دعاه أبوه الملك إليه وقال له: يظهر أن نصائحي قد أثرت فيك.

قال: ماذا تعني جلالتك؟

ناپیژندل شوی مخ