وقد سمع جان هذا الحديث، ثم رآهما وقفا عند ذلك القبر الذي دخل منه المركيز إلى الجمعية كما تقدم بيانه ففتحاه ودخلا.
أما جان فقد عرفهما من صوتهما، وأيقن أنهما من أعضاء تلك الجمعية السرية التي لم يستطع الاندماج فيها لأنه لم يكن من أشراف الإنكليز، ثم أيقن أن حارس المقبرة متفق مع أعضاء الجمعية بدليل أنهم يدخلون إليها في ظلام الليل متى شاءوا.
وقد مشى إلى الباب وكان الخادم يهم بإقفاله؛ فأشار إليه جان أن لا يقفله وانحنى الحارس أمامه؛ إذ حسبه من الأعضاء.
أما جان فإنه نظر إلى وجهه الأسمر ثم وضع يده على كتفه وقال له: أرني كتفك الأيسر فإنك من النور.
فاضطرب الرجل وقال له: رحماك يا مولاي لا تفضحني؛ فإن كاهن هذه الكنيسة إذا علم أني من النور طردني.
قال: ماذا تدعى؟
قال: أدعى في لندرا باستر. - وفي المضارب؟ - رهامر.
فنزع جان القناع عن وجهه وقال له: انظر إلي أتعرفني؟
فركع أمامه وقال له: كيف لا أعرف ملكنا؟ - إذن. لقد وجبت عليك طاعتي، فاذهب بي إلى مكان يمكن أن نتحدث به دون أن يسمعنا أحد.
ثم دله على القبر الذي دخل منه الرجلان؛ فارتعش النوري وقال له: ألعلك عارف يا مولاي؟
ناپیژندل شوی مخ