قالت: إنهم الثلاثة أطفال الذين داخل الهيكل.
قال: إنهم أولاد أكابر البلاد، وهم منذورون من أهاليهم ليقدمونهم قربانا للنار، وأخاف إن لم أقدمهم أن يحدث من ذلك فتنة يقوم بسببها حرب ضدنا وضد الملك، وأما أنا فإني أريد أن أنفذ أوامرك، ولا أغضب النار.
قالت: اعلم أيها الموبذان أن الأمر بيد الآلهة، ولا بد أن يكون النذر غير مقبول حتى إنها لم تقبلهم، وربما إن قدمتهم لها تغضب من أجل ذلك.
قال: وكيف الخلاص من هذا الأمر الخطير، والباقي على وقت الاحتفال مدة ثلاثة أيام؟ وقد أخرنا هذا اليوم إلى وقت حضور الملكة، ولولا ذلك لكان قضي الأمر.
قالت: فلنتدبر بأية حيلة كانت، وننفذ أمر الآلهة.
فوعدها بإتمام مرغوبها وخرج. وأما هي فإنها أرسلت إلى «أرباسيس» وأخبرته بما تم بينها وبين الموبذان، ففرح وأبدى لها واجبات الشكر على حسن تدبرها ودرايتها.
ولما جن الليل دخل الموبذان إلى خلوته، وكان عنده تلميذ نبيه، حاو على أنواع المكر والحيل، فأرسل له وأخبره بما دار بينه وبين الملكة من الكلام، وقال له: يا ولدي، إن الربة قد وهبت هؤلاء الأطفال للملكة، وليس علينا خوف من غضبها، ولكن ما الحيلة في مرضات الأهالي وأهل الأولاد؛ لأنه لو ظهر للناس أن النار لم تقبلهم لبقي فيهم العار إلى آخر الأبد، وصارت فيهم وصمة لا تمحوها الأيام، وربما سبب من ذلك فتنة أثارها عائلات الأولاد تخلصا من العار؟!
فقال له: يا أستاذي! إني أنا المدبر لهذا الأمر، ولكن أريد المهلة قدر أسبوع على الأقل حتى أجد وقتا لاستنباط الحيلة.
قال: وما الذي تريد أن تفعله، أخبرني به حتى أكون على بصيرة من أمري!
قال: أريد أن أصنع ثلاثة تماثيل يشبهون الأولاد، وألبسهم الملابس الفاخرة، وأجعل إلقائهم في النار بأمر الملكة، وأن لا يقرب منهم أحد إلا الموبذان الأكبر، وحينئذ تفعل بهم ما شئت، ويصير الاحتفال كباقي الاحتفالات، وتلقيهم بيدك ليكون الفخر أعظم.
ناپیژندل شوی مخ