قال: جئتك بالخبر الأكيد. ثم أخبره بكل ما حصل، وكيف أنه وجد ملكها يستعد لأن يباغتهم على حين غفلة، فلما سمع ذلك نهض قائما وقال: سأباغتهم أنا. ثم أمر القواد والوزراء أن يستعدوا، وقال لهم: إن ملك صقلية على وشك الهجوم على بابل، وإني أريد أن أهجم على جزيرته قبل أن يخطو منها خطوة، وأرمي كيده في نحره.
قالوا جميعا: نحن طوع أمرك أيها الملك.
قال: كونوا على أهبة في أسرع وقت. ثم إنهم رتبوا العساكر وباتوا على نية السفر، وبعد مضي ثلاثة أيام كانوا على شاطئ البحر والسفن في انتظارهم فركبوا جميعا، وساروا إلى أن أشرفوا على أطراف الجزيرة، وربطت السفن في محل يبعد عن المدينة مسافة نصف يوم، وخرجت العساكر قاصدين المدينة وعسكروا حولها. ولما رأت أهل المدينة ذلك أغلقوا الأبواب، وهرعوا إلى الملك يخبرونه بما رأوا. فقالوا: إنا نرى عساكر لا تحصى وفرسان شاكين السلاح، وقد عسكروا حول المدينة، وقد ارتجت المدينة من كل جهة.
ولما سمع الملك ذلك أمر بجمع الوزراء والقواد فحضروا جميعا، وعقدوا الرأي بأن يرسل الملك من يكشف له الخبر، فالتفت الملك إلى وزيره، وقال له: اذهب أنت أيها الوزير، وائتنا بالخبر. واسأل هذا الملك أن يخبرنا ماذا يريد منا.
قال: سمعا وطاعة. ثم مضى ومعه أحد خدمه وعليه علائم الوزارة، وقد فتحوا له الباب فخرج، ولم يزل سائرا إلى معسكر الملك «كورش»، ولما رأوه أخبروا الملك بأن رسولا آت من جهة المدينة، قال: علي به فأدخلوه على سرادق الملك، فوجده جالسا على سرير ملكه، تحفه العساكر والأمراء والوزراء والقواد والحجاب وأكابر الدولة فسلم، وقد عظم في عينه، وأخذته هيبة هذا الملك فرد عليه السلام، وأمر له بالجلوس فجلس، ثم قال: ما جاء بك أيها الوزير؟ وكان قد رأى عليه علامة الوزراء.
قال: أنا رسول يا مولاي من قبل مليكي؛ لأستخبر عن سبب مجيء الملك بهذا الجيش العرمرم.
قال: أخبر مولاك أني آت لأخذ «أفراسياب»، فإن سلمه لي فأنا أرحل عن بلاده بمن معي وإلا فالسيف بيننا حكم.
قال: يا مولاي «أفراسياب» استجار به ولا يمكن أن يسلمه.
قال: فليستعد للقتال إذن.
قال الوزير: عندي لك سر أريد أن ألقيه على مسامع الملك.
ناپیژندل شوی مخ