ملامتیه صوفیه او د فتوه خلک
الملامتية والصوفية وأهل الفتوة
ژانرونه
شيخ الملامتية بنيسابور في وقته وأخذ عنه طريقته، وكان مقربا عند الشيخ حتى قال فيه مرة: «أبو عمرو خلفي من بعدي.» ومرة أخرى: «يلومني الناس في هذا الفتى، وأنا لا أعرف على طريقته سواه.»
4
ومما يستدل به على ثراء أبي عمرو وبذله المال عن سعة في وجوه الخير أن أبا عثمان الحيري طلب شيئا من المال لبعض الثغور فتأخر عنه فضاق صدره وبكى على رءوس الناس، فأتاه أبو عمرو بن نجيد بعد العتمة بكيس فيه ألفا درهم، ففرح أبا عثمان ودعا له. ولما جلس في مجلسه قال: يا أيها الناس إن أبا عمرو قد ناب عن الجماعة في ذلك الأمر وحمل كذا وكذا فجزاه الله عني خيرا، فقام أبو عمرو وقال: إنما حملت ذلك من مال أمي وهي غير راضية فينبغي أن ترده علي لأرده عليها، فأمر أبو عثمان بذلك الكيس فأخرج إليه وتفرق الناس، فلما جاء الليل جاء إلى أبي عثمان وقال: «يمكن أن تجعل هذا في مثل ذلك الوجه من حيث لا يعلم به غيرنا.» فبكى أبو عثمان. وكان يقول: إنني أخشى من همة أبي عمرو.
5
وفي أبي عبد الرحمن السلمي نفسه يقول السبكي:
6 «قال شيخنا أبو عبد الله الذهبي: كان [أي السلمي] وافر الجلالة له أملاك ورثها عن أمه وورثتها هي عن أبيها.»
على أن أبا عمرو بن نجيد لم يكن الوحيد من أجداد أبي عبد الرحمن لأمه ممن اختصوا بالزهد والعلم ونباهة القدر، فقد كان له جد آخر من جلة العلماء المحدثين بنيسابور هو أحمد بن يوسف بن خالد النيسابوري. أما أبوه الحسين بن محمد بن موسى فلا نعرف عنه شيئا سوى أنه كان من رجال الصوفية أيضا، وأنه عنه وعن جده أبي عمرو بن نجيد ورث أبو عبد الرحمن التصوف، وكان لهما في نشأته الأولى في طريق القوم أثر كبير.
ويدل نسب السلمي على أنه انحدر من أصل عربي خالص من جهة أبيه وأمه على السواء، فنسبه من جهة أمه [أي السلمي] يصله بالقبيلة العربية المعروفة باسم سليم بن منصور بن عكرمة بن حفصة بن قيس عيلان بن مضر.
7
ونسبه من جهة أبيه [الأزدي] يدل على أنه من سلالة قبيلة عربية أخرى يحتمل أن تكون قبيلة أزد بن الغوث المشهورة. فهو بكل ذلك يختلف عن جمهور مؤلفي التصوف ومترجمي رجاله ممن عاشوا قبله أو بعده وكانوا من أصل غير عربي.
ناپیژندل شوی مخ