ملک په ځوانۍ کې بې ځایه

صلاح هلال d. 1450 AH
21

ملک په ځوانۍ کې بې ځایه

ملك في منفى العمر

ژانرونه

حرص جدي دائما على ألا تعيق الستائر دخول الضوء إلى البيت؛ لذا كان يزيحها باستمرار إلى الجانبين كي يسمح لمزيد من النور بإضاءة المكان. وكان مقتصدا جدا، وهي الصفة الوحيدة التي انتقلت بكاملها إلى أولاده.

وهكذا أصبح أبي منشغلا طوال الوقت باستهلاك الكهرباء، وأصبح عقله أشبه بأسطوانة الموسيقى المشروخة التي لا تتوقف عن تكرار الألحان نفسها.

إلا أن تلك الأفكار الثابتة التي تشبه الأشباح اختفت ذات يوم، وبدأ أبي في مرحلة الإبداع.

وبعد أن عانينا كثيرا من مشكلة النسيان وفقدان القدرات، بدأ المرض في إنتاج قدرات جديدة؛ حيث تطورت لدى أبي قدرة متميزة على إيجاد المبررات، وقد عاش حياته قبلها رجلا صادقا؛ فقد أصبح يجد الأعذار والمبررات أسرع من الفأر الذي يبحث عن ثقب ليختبئ فيه. تغيرت طريقة كلامه وبدا عليها فجأة رونق تلقائي لم أعهده فيه. وفيما يتعلق بالمحتوى فقد طور مؤخرا منطقا خاصا به، وكان مدهشا؛ حتى إننا كنا لا نعرف هل يجب علينا أن نضحك، أم ندهش، أم نبكي.

قلت له ونحن واقفان بجوار البيت وننظر إلى جبل جيبهارد وقمة أحد جبال الألب تظهر في الأفق فوق بريجينتس: «ما أجمل الطقس اليوم!»

نظر والدي حوله وفكر لحظة فيما قلته ثم قال: «عندما كنت في البيت كان بإمكاني التنبؤ بالطقس بدقة، ولكن من هنا لا. ولأني لم أعد في البيت أصبحت غير قادر على ذلك!»

فقلت له مندهشا: «ولكن الوضع هنا هو بالفعل نفسه بالأسفل!» لأن بيتنا كان بجوار بيت والديه على بعد خمسين مترا من فوق التل. «أرأيت كم يفرق ذلك؟»

ثم فكر لحظة وقال: «لا يليق أن تعارضوني دائما فيما أقوله عن الطقس!»

أكثر ما كان يظهر قدراته الجديدة هو تعرضه لضغط، وهذا ما كان يشعر به كلما أراد الذهاب إلى البيت. في عام 2004 تقريبا لم يعد يتعرف على بيته. حدث هذا بسرعة، بسرعة مفاجئة لدرجة أننا لم نقدر على فهم ما يحدث. رفضنا لفترة طويلة قبول فكرة أن أبانا نسي أمرا بديهيا مثل بيته.

ذات يوم لم تستطع أختي تحمل رجائه وإلحاحه على الذهاب إلى البيت؛ «لأنهم ينتظرونه هناك» كما كان يقول؛ إذ لم يكن ذلك محتملا. كنا نشعر وقتها أن تكراره اللانهائي للكلام يفوق كل الحدود.

ناپیژندل شوی مخ