ملک په ځوانۍ کې بې ځایه

صلاح هلال d. 1450 AH
20

ملک په ځوانۍ کې بې ځایه

ملك في منفى العمر

ژانرونه

إذن ماذا تقصد؟

لا يعنيني ما تقوله كثيرا بالقدر الذي يعنيك.

الفصل الرابع

تركنا الفشل الجماعي وراء ظهورنا، وفقدت الذكريات المؤلمة حدتها سريعا؛ لأننا أصبحنا نتعامل الآن مع أبينا برعاية وعناية أكبر، كذلك فإن المفاجآت التي تطرأ كل يوم أصبحت تشغلنا، حتى إننا لم نعد ننظر كثيرا إلى الوراء؛ فالمرض كان يضعنا كل يوم أمام تحديات جديدة. كنا حديثي عهد بهذا المرض، وحاولنا الحفاظ على سيطرتنا على حياتنا، مع أن أيدينا كانت مرتعشة لقلة خبرتنا ودرايتنا ومهارتنا في التعامل معه.

كان أبي يخرج كثيرا ليتجول، وغالبا ما كان يذهب إلى بيت أخي الأكبر بيتر المقابل لبيتنا، حيث يسكن وبناته الثلاث. ولكن كانت جولاته تخرج كثيرا عن مسارها المعهود؛ حيث كان يخرج أحيانا في جنح الليل ودون ملابس كافية وبنظرة ملؤها الخوف. ومؤخرا لم نجد أبي لفترة طويلة بعد أن دخل بالخطأ إحدى غرف الأطفال ونام على أحد الأسرة. كذلك كان يفتش أحيانا في الخزانات ويعجب لأن بناطيل أخي فيرنر لا تناسبه؛ مما دعانا بعد ذلك إلى كتابة اسمه على باب غرفته وإغلاق الغرف المجاورة لها.

كان يجرح كثيرا في رأسه، أو يعود إلى البيت وركبتاه تنزفان؛ لأنه تعثر في التبة العالية التي اعترضت طريقه وهو ذاهب إلى بيت والديه. دخل ذات مرة دون استئذان إلى بيت والديه، وتفاجأت زوجة أخي به واقفا في الطابق الأول يسألها عن أخي إيريش. منذ كنت طفلا كان قفل الباب يدخل في ثقب في الخشب، وكان من الممكن فتحه بسهولة بالإصبع السبابة، وبالتأكيد حاول أبي عدة مرات فتحه بهذه الطريقة غير مدرك أنها لم تعد تعمل، ولعل عدم جدوى محاولاته هي التي جعلته يضطرب، ودفعته في آخر الأمر إلى كسر الباب.

وتذكر أختي أنه كان يرد دائما على الهاتف وينسى بعد دقيقة واحدة من كان المتصل وماذا يريد. وبالطبع كان يدعي أيضا أن الآخرين هم من يأخذون الأشياء ويسرقونها، وعندما كنا نسأله عن اختفاء أي شيء وعن علاقته بذلك، كان يرد غاضبا بأنه لا يعرف عم نتكلم. وعندما بحثنا طويلا عن ماكينة الحلاقة الخاصة به وجدناها في النهاية بداخل جهاز الميكروويف، أما سلسلة مفاتيحه التي كان يفقدها بصورة منتظمة فقد اضطرت أمي في آخر الأمر ليس فقط إلى ربطها في بنطاله، بل إلى حياكتها وتثبيتها فيه، إلا أن هذا لم يمنعه من نزعها وإضاعتها مجددا.

وكانت تعتريه أفكار ثابتة، وكان أكثرها إلحاحا شجرة البتول التي توجد أمام بيتنا بعد أن تسبب إعصار لوثر في إمالتها بوضوح؛ لذا فإن أبي كان يسأل كل يوم عشرات المرات إذا كانت الشجرة ستصمد في وجه الإعصار القادم أم ستقع على البيت، وفي كل مرة كان يشير إلى أن الشجرة نمت وأصبحت عملاقة، أو يشير إلى السحب القادمة. كذلك ألح على تفكيره وشغله كثيرا عداد الكهرباء الذي كان يراقبه بشغف شديد. ما زال صوت الباب المغناطيسي لعلبة العداد يتردد في أذني عندما كان أبي يفتحه ويغلقه بصورة متصلة. وعندما كان بيتنا يرتجف في الصباح من شدة البرودة كنا نعلم أن أبي قد عبث بأحد الأزرار. والمسئول؟! طبعا الآخرون!

جدي أيضا، الذي كان يعمل محصلا في شركة الكهرباء، كان شغوفا كذلك بتوفير استهلاك الكهرباء. عندما كان ينضم إلى الجالسين حول مائدة الإفطار ويلاحظ أن ضوء النهار أصبح كافيا كان يطفئ المصباح ويقول: «ستجدون الطريق إلى أفواهكم على أي حال.»

حكايات وحكايات بسيطة.

ناپیژندل شوی مخ