ملک په ځوانۍ کې بې ځایه

صلاح هلال d. 1450 AH
18

ملک په ځوانۍ کې بې ځایه

ملك في منفى العمر

ژانرونه

ورفض كل الأسرة التي عرضت عليه لينام عليها؛ لأنه كان يعلم أن بها قملا؛ لذا كان يفضل أن ينام في الحظيرة التابعة لأحد الأنزال أو في وسط كومة قش لدى بعض الفلاحين.

وبعد ستة أيام من الانتظار في أورفار ساعده بعض سكان فورآرلبرج في الاختباء تحت سرير سيارة من سيارات الصليب الأحمر، واستطاع بذلك أن يعبر نهر الدانوب إلى لينتس، وهناك خلصه الأمريكيون من القمل.

وهناك أيضا رضي بالتصوير؛ لأن لينتس توافرت بها إمكانية الحصول على صور سريعة، وظل يحمل تلك الصورة في حافظة نقوده قرابة ستة عقود حتى فقدها قبل أعوام.

وبعد إينسبروك طلب في القطار من أول شخص رآه من سكان فولفورت قطعة خبز، وعندما وصل إلى لاوتراخ حيث نزل من القطار، قابل أحد أبناء عمومته الذي لم يتعرف عليه في البداية لتغير شكله بسبب فقدان الوزن الشديد وقصة الشعر القصير، واصطحبه ابن العم إلى البيت.

يمكنني أن أتصور شعور أبي عندما عاد بعد غياب طويل، حتى أنا يتملكني شعور بالسعادة عندما أعود من فيينا وأبدأ بعد نفق آرلبرج في قراءة أسماء المحطات وكأنها جزء من قصيدة: لانجين، فالد، دالاس، براتس، بينجس، بلودنتس.

عاد أبي إلى البيت في الأسبوع الثاني من شهر سبتمبر، وتحديدا في التاسع منه. كان الضوء قد عاد للاصفرار، وأحضرت كومة القش الثالثة من الحقل قبل البدء في جمع الكمثرى والتفاح. وفي شهر أكتوبر عاد إلى مكانه في المدرسة من جديد في إحدى الدورات التدريبية التي تقدمها الأكاديمية التجارية لتلاميذ المدرسة الثانوية، وكأن شيئا لم يكن.

أم أن شيئا قد حدث بالفعل؟!

لم يدرك أحد في ذلك الوقت أن هذا الشاب ابن التسعة عشر ربيعا لن ينفتح على العالم مرة أخرى؛ لقد انتهى هذا الأمر بالنسبة إليه تماما. لعله أقسم وهو في المعتقل أنه إن قدر له العودة إلى البيت مجددا فسيمضي ما بقي له من عمر فيه. كم كان طريق العودة طويلا وبطيئا! وتغيرت تماما خطته لدراسة تقنيات الكهرباء؛ فالحقائق تغير المشاعر.

ما زلت أذكر وأنا طفل كيف كان موضوع العطلة يتسبب - كلما ذكر - في مشاكل كثيرة، عندما كان أبي يقول للمرة المائة إن جمال فولفورت يكفيه. كان مثل هذه الجمل يبدو مجرد حجج واضحة يداري بها كسله، وربما كانت أحيانا فعلا مجرد مبررات ... ولكن في بعض الأحيان فقط، بعد فترة طويلة بدأت أتفهم أن السبب في رفض أبي السفر كان خوفا مرضيا، وأن المخاوف التي تسكن قلبه لم تنته، وأنها كانت السبب في جعل تصرفاته تبدو للعائلة على ما كانت عليه؛ فقد كانت كل تلك الاحتياطات الغريبة التي كان يتخذها مجرد وسائل تساعده على ألا يتعرض لخطر ثانية. فلم يرد المخاطرة بأن يقع فريسة للغربة مرة أخرى.

وكانت سخرية القدر أن يشعر بعد أعوام قليلة بالغربة الدائمة، حتى إنه كان يتمنى كل يوم أن يعود إلى البيت، فقط لأنه نسي أنه في البيت.

ناپیژندل شوی مخ