مخطوطات مسرحيات مصطفی ممتاز
مخطوطات مسرحيات مصطفى ممتاز
ژانرونه
صدقت يا ألستور، فإني حقا أكاد لا أعرف نفسي، ولست أدري ما الذي يؤلمني، فكأني مسحور أو محموم، وأفكاري مضطربة خائرة (يستند إلى إحدى الصخور)
التقيت مرة بغزالة وابنتها فرميت الأم بسهم نفذ إلى أحشائها، فخرت صريعة وخضبت دماؤها الوادي، فتقدمت إليها لأحملها على كتفي فأقبلت نحوي الظبية الصغيرة، وهي لا تدري ما حل بأمها، تحملق في بعينين سوداوين كبيرتين ، نظرة ما زلت أذكرها ولا أفهم سرها! وكلما انظر إلى عيني بارتينيا، أتذكر نظرة تلك الغزالة الصغيرة؛ لأن في عيني هذه الفتاة البراقتين يتجلى الكبرياء وعزة النفس (ينتصب بوحشية)
ولكن ما هذا؟ أليس لك يا أنجومار من الشئون ما تفكر فيه إلا عيني هذه الفتاة الأسيرة ونظراتها؟! (يسمع صوت صلصلة سيوف وأصوات عالية)
ما الذي أسمع، لقد سكر القوم، فنفخوا بوق الحرب، وحملوا السلاح لأقودهم إلى النصر والظفر، فابتعدي عني أيتها الخيالات؛ إذ لا رغبة لي في النساء. ولكن ... ولكن بارتينيا ليست كنسائنا لابسات الجلود، وقد لفحت الشمس وجوههن، وتزين بأقبح أنواع الزينة، يلتمسن رضاء أزواجهن بمذلة وخضوع، فهي ... (يسمع أصوات ضجيج وصليل سيوف في الخارج)
أسمع الصياح مرة أخرى، وا أسفاه! وا أسفاه! كأن أوتار قلبي لا يهزها إلا صليل السيوف، إذن فأنا عليل مريض (يرتمي مستندا إلى الصخرة) . (تدخل بارتينيا من الشمال وبيدها سلة صغيرة وتتقدم بدون أن ترى أنجومار.)
بارتينيا :
إن أبي الحنون، وأمي المسكينة، يفكران في الآن، وربما يظنان أني معذبة أتحمل الآلام أو أنني قد مت وانطوى خبري طي السر في الفؤاد، ولكني في الحقيقة أستمتع بنعيم ما كنت لأحلم به بين هؤلاء المتوحشين؛ لأنهم، مع ما هم عليه من الوحشية والخشونة، فإنهم ليسوا قساة غلاظ الأكباد، أما زعيمهم أنجومار، فإنه حنون رقيق الفؤاد، ولو أنه في بعض الأحيان، يقسو علي حتى لا أشك في أنه لا محالة قاتلي (تتلفت حولها)
آه ها هو أنجومار.
أنجومار (ينهض) :
بارتينيا! أين كنت؟
ناپیژندل شوی مخ