مکاید مینه په ملوکو کورونو کی
مكايد الحب في قصور الملوك
ژانرونه
ولما تخلصت من إزعاج رجال القصر لها، وخلا لها جو الاختيار كما تشاء، وقع اختيارها على المركيز دي برني ابن أحد كبار الوزراء عند لويس الخامس عشر. وكان هذا الشاب ملحقا بسفارة فرنسا في لندن. فرأى فرانسز وأحبها وخطبها، وكتب إذ ذاك سفير فرنسا في لندن إلى الوزير أبي الخطيب في باريس يقول له: «إن الآنسة فرانسز جننس التي خطبها ابنك من أجمل فتيات إنكلترة، وهي، مع أنها ليست بطويلة القامة، ذات قد رشيق شائق، يزين محياها لون رائع رائق، ولها شعر طويل جميل شبيه بشعر مدام دي لانجفيل، وذات عينين هما غاية في الحسن والجمال. وقد خصت ببياض بشرة ونعومة جلد لم أر لهما قط مشبها.» ولكن أحلام المركيز بالسعادة والهناء لم تصح؛ فإن والده كان ينوي أن يخطب له غيرها من بنات الأعيان في باريس فدعاه إليه، وبسفره من لندن انتهى الفصل الأول من فصول الرواية المتضمنة حوادث غرام فرانسز.
وفيما هي تتجرع غصص الأسف على خيبة أملها عرض لها خطيب أجمل طلعة وأرفع شأنا من خطيبها الأول؛ ألا وهو دك تالبوت زهرة فتيان إرلندة، وفريدة عقد شبانها في الحسن والغنى والجاه والبسالة والإقدام. وكان فوق هذا كله ممتازا بشدة ذكائه وسرعة خاطره وخفة روحه وحسن أخلاقه. فلم يسع فرانسز أن ترفض طلبه عندما تقدم إليها خاطبا. وعلى الفور شاع خبر خطبته لأجمل فتاة في إنكلترة بموافقة دوقة أوف يورك. ولكن تالبوت كخطيب لم يتمكن من إرضاء فرانسز واكتساب محبتها. وبينما هو يعلل نفسه بتحقيق الأماني، أوعزت إليه أن يبحث عن فتاة غيرها؛ لأنه من طبقة تسمو جدا على طبقتها، وليس بينهما أقل تناسب يضمن لهما سعادة الحياة الزوجية.
ولم يطل انتظارها حتى أسعدها الحظ بالعثور على محب آخر كان مستطير الشهرة بجماله وشدة شغفه بمغازلة النساء والهيام بهن، حتى عد زير عصره وهو هنري جرمن. وكان ذا ثروة كبيرة يبلغ دخله في السنة عشرين ألف جنيه. وكان من أعظم مشتهيات قلبه أن ينال رضى فرانسز وينعم بقربها، لو لم يجد من غرابة أطوارها وإيغالها في المزح والمهازلة ما اضطره إلى التحول عنها.
فقد كانت أشد وصائف القصر الملكي استرسالا في العبث والمجون. ونقل الرواة قصصا كثيرة عن اشتغالها باللهو والمداعبة. فمن ذلك أنها تنكرت يوما في زي بائعة البرتقال، وأخذت تطوف في الشوارع ذهابا وإيابا وهي تنادي: «يا شاري البرتقال»، وظلت ممعنة في السير والنداء حتى زلت رجلها فسقطت وعرف الناس من هي. على أن هذه الحادثة مع شدة غرابتها ليست شيئا يستحق الذكر بالنسبة إلى الحادثة التالية، التي كانت من أكبر الأسباب الباعثة على انصراف قلب هنري جرمن عنها، وهاك تفصيلها:
كان تشارلس الثاني قد أقصى عن بلاطه لورد روتشستر لما اشتهر عنه من الانغماس في حمأة الإثم والدعارة. لكن هذا اللورد عاد إلى لندن متنكرا بزي طبيب ألماني بارع في معالجة الأمراض والعرافة (معرفة البخت)، وأخذ الناس يتوافدون إليه من كل فج للتطبب والوقوف على ما خبأه لهم القدر. وسمعت بصيته الآنسة جننس، وعزمت أن تزوره وتستنطق القدر على يده، فذهبت إليه مصحوبة بوصيفة أخرى اسمها بريس.
وبعد إنعام النظر في طرق التخفي، أجمعتا على التنكر في زي بائعات البرتقال في المسارح والشوارع - كما فعلت فرانسز في المرة الأولى. وما أبطأتا أن بدتا كلتاهما في زي واحد ولباس واحد، فخرجتا وفي يد كل منهما سل فيه برتقال، واستقلتا إحدى المركبات فسارت بهما إلى حيث تسوقها يد القدر وهما مستسلمتان فيها إلى عامل الطيش والغرور. ولما اجتازت بهما المركبة أمام مسرح الدوق، حيث كانت الدوقة والملكة جالستين تشاهدان التمثيل، دار في خلد الوصيفتين أن تدخلا المسرح وتعرضا بضاعتهما على من فيه غير مكترثتين لوجود الدوقة والملكة اللتين تعرفانهما جيدا.
هذا ما خطر لهما، ومن فورهما عملتا بموجبه، ولكنهما إذ دخلتا لم تجدا من الشجاعة ما يكفي لمواصلة هذا الاقتحام، وانبرى لهما أحد المشهورين بالوقاحة وقلة الحياء، فأخذ الآنسة جننس من ذقنها بإحدى يديه وطوق خصرها بيده الأخرى، فذعرت من هذه المفاجأة ذعرا لا يوصف، وانفلتت منه بعنف وبأسرع من وميض البرق، وفرت راجعة إلى المركبة ورفيقتها جارية في أثرها.
وقد تعرضتا لحادث أجل وأخطر شأنا من هذا قبيل وصولهما إلى بيت العراف الألماني؛ فإنهما عندما خرجتا من المركبة وتركتا سلي البرتقال فيها، لقيتا أمامهما الرجل المسمى برونكر، وكان أشد أهل زمانه خلاعة وتهتكا. فلما أبصرتاه أوشكتا أن تذوبا خوفا وهلعا؛ لأنهما علمتا أنه عرفهما. ولكنه لحسن حظهما وعلى خلاف ما ينتظر منه سلك سلوكا لا بأس به؛ إذ إنه اقتصر على شيء من المداعبة المألوفة وانصرف بعدما عنف الآنسة بريس (رفيقة فرانسز) ولامها؛ لأنها أبت أن تصحبه، وأنها لن تحصل في السنة كلها على ما تناله معه في اليوم.
وهذه الحادثة الثانية أيقظتهما من غفلتهما، وأكرهتهما على العدول عن مواصلة أعمال الطيش والاستهداف للمخاطر، فعادتا بما يستطاع من السرعة إلى القصر. وبعد أيام أذاع برونكر خبر تنكرهما في المدينة كلها، وبلغ مسمع هنري جرمن فزاده اقتناعا بصحة ما عزم عليه، ومن ذلك الحين قطع كل علاقة له بفرانسز جننس.
ولكن تقهقر هذا الفتى من الميدان لم يهمها على الإطلاق؛ لأن المعجبين بحسنها وجمالها، والمتسابقين لخطبة مودتها كانوا أكثر من أن يحيط بهم عدد. وممن تقدم إليها خاطبا في هذا الوقت جورج هملتون حفيد لورد إبركورن. وكان شابا وسيم المحيا نبيه الشأن، فسمحت له فرانسز بيدها، ولكنها على ما يقال لم تعطه قلبها مع يدها. وكثيرا ما تساءل الناس لماذا اختارته زوجا لها، وهو على رفعة شأنه وجلال قدره فقير وقير لا يملك شروى نقير؟ لماذا رضيت الاقتران به وهي لم تحبه، ولا شعرت بأقل ميل إليه؟ ولعل اقترانها به كان من الأسرار التي هي نفسها لم تستطع استجلاء غوامضها. وقد احتفل بزفافها إليه وهي في السابعة عشرة، وأنعم عليه الملك تشارلس بلقب كونت. وما عتمت أن صحبته إلى فرنسا حيث تطوع للمحاربة في جيش لويس الرابع عشر، ولقي حتفه في معركة فلندرس تاركا لقرينته ثلاثة أولاد صغار، ليس لهم ما يعيشون عليه سوى معاش زهيد من حكومة فرنسا.
ناپیژندل شوی مخ