29

Makarim al-Akhlaq by Ibn Uthaymeen

مكارم الأخلاق لابن عثيمين

خپرندوی

دار الوطن

د ایډیشن شمېره

الأولى

ژانرونه

"من صنع إليكم معروفًا فكافئوه" ١. وكذلك عليك أن تعطي من حرمك. أي: من منعك ولا تقل: منعني، فلا أعطيه. وتعفو عمن ظلمك، أي من انتقصك حقك: إما بالعدوان وإما بعدم القيام بالواجب. والظلم يدور على أمرين: اعتداء وجحود: إما أن يعتدي عليك بالضرب وأخذ المال وهتك العرض وإما أن يجحدك فيمنعك حقك. وكمال الإنسان أن يعفو عمن ظلمه، ولكن العفو إنما يكون عند القدرة على الانتقام، فأنت تعفو مع قدرتك على الانتقام لأمور: أولًا: رجاء لمغفرة الله ﷿ ورحمته فإن ممن عفا وأصلح فأجره على الله. ثانيًا: لإصلاح الود بينك وبين صاحبك لأنك إذا قابلت إساءته بإساءة، استمرت الإساءة بينكما، وإذا قابلت إساءة بإحسان، عاد إلى الإحسان إليك وخجل. قال تعالى: ﴿وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾ ٢. فالعفو عند المقدرة من مكارم الأخلاق، لكن بشروط أن يكون العفو

١ أخرجه أبو داود رقم ١٦٧٢ كتاب الزكاة ورقم ٥١٠٩ كتاب الأدب. والنسائي ٢٥٦٦ كتاب الزكاة باب ٧٢ وهو في صحيح الجامع ٦٠٢١. ٢ سورة فلصت الآية: ٣٤.

1 / 37