Makarim al-Akhlaq by Ibn Uthaymeen
مكارم الأخلاق لابن عثيمين
خپرندوی
دار الوطن
د ایډیشن شمېره
الأولى
ژانرونه
صورة ظاهرة: وهي شكل خلقته التي جعل الله البدن عليه، وهذه الصورة الظاهرة منها جميل حسن، ومنها ما هو قبيح سيئ، منها ما بين ذلك.
وصورة باطنة: وهي حال للنفس راسخة تصدر عنها الأفعال من خير أو شر، من غير حاجة إلى فكر وروية.
وهذه الصورة أيضًا منها ما هو حسن إذا كان الصادر عنها خلقًا حسنًا، ومنها ما هو قبيح إذا كان الصادر عنها خلقًا سيئًا، وهذا ما يُعبر عنه بالخلق، فالخلق إذن هو الصورة الباطنة التي طبع الإنسان عليها.
والواجب على المسلم أن يتخلق بمكارم الأخلاق أي أطايبها، والكريم من كل شيء هو الطيب منه بحسب ذلك الشيء، ومنه قول الرسول ﷺ لمعاذ: "إياك وكرائم أموالهم" ١ حين أمره بأخذ بالزكاة من أهل اليمن.
فعلى الإنسان أن تكون سريرته كريمة، فيحب الكرم، والشجاعة، والحلم، والصبر،أن يلاقي الناس بوجه طلق، وصدر منشرح، ونفس مطمئنة، فكل هذه الخصال من مكارم الأخلاق.
وقد قال الني ﷺ: "أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا" ٢، فينبغي أن يكون هذا الحديث دائمًا نصب عين المؤمن، لأن الإنسان إذا علم بأنه لن يكون كامل الإيمان إلا إذا أحسن خلقه كان ذلك دافعًا له على التخلق بمكارم الأخلاق ومعالي الصفات وترك سفا سفها ورديئها.
_________
١ أخرجه البخاري رقم ١٤٩٦كتاب الزكاة. ومسلم رقم ٢٩ كتاب الإيمان.
٢ أخرجه أبو داود رقم٤٦٨٢ كتاب السنة. والترمذي ١١٦٢ كتاب الرضاع وفيه زيادة: "خياركم خياركم لنسائهم" وأحمد في المسند ٢/٤٧٢ وهو في صحيح الجامع رقم١٢٣٠، ١٢٣٢
1 / 10