Makarim al-Akhlaq by Ibn Uthaymeen
مكارم الأخلاق لابن عثيمين
خپرندوی
دار الوطن
د ایډیشن شمېره
الأولى
ژانرونه
وكذلك الفقر: لا يلائم الإنسان، فالإنسان يحب أن يكون غنيًا.
وكذلك الجهل: لا يلائم الإنسان فالإنسان يحب أن يكون عالمًا. لكن أقدار الله ﷿ تتنوع لحكمة يعلمها الله ﷿، منها ما يلائم الإنسان ويستريح له بمقتضى طبيعته، ومنها ما لا يكون كذلك. فمت هو حسن الخلق مع الله ﷿ نحو أقدار الله؟
حسن الخلق مع الله نحو أقداره: أن ترضى بما قدر الله لك، وأن تطمئن إليه وتعلم أنه ﷾ ما قدره إلا لحكمة عظيمة وغاية محمودة يستحق عليها الحمد والشكر.
وعلى هذا فإن حسن الخلق مع الله نحو أقداره، هو أن يرض الإنسان ويستسلم ويطمئن، ولهذا امتدح الله الصابرين فقال: ﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾ ١.
ثانيًا: حسن الخلق في معاملة الخَلق:
أما حسن الخلق مع المخلوق فعرّفه بعضُهم بأنه كفُّ الأذى، وبذلُ النّدى، وطلاقة الوجه. ويذكر ذلك عن الحسن البصري رحمه الله٢.
_________
١ سورة البقرة الآية: ١٥٦.
٢ انظر الآداب الشرعية ٢/٢١٦. وهناك تعريفات أخرى لحسن الخلق منها: تعريف الواسطي قال: هو أن لا يخاصم ولا يخاصم من شدة معرفته بالله تعالى. وقيل: هو التخلي من الرذائل والتحلي بالفضائل. وقيل: هو بذل الجميل وكف القبيح. وسئل سهل عنه فقل: أدناه الاحتمال وترك المكافأة والرحمة للظالم والاستغفار له والشفقة عليه راجع في ذلك: مدارج السالكين لابن القيم ٢/٢٩٤ الإحياء لأبي حامد الغزالي ٣/٥٣ والآداب الشرعية٢/٢١٦.
1 / 23